جاء في "الأناضول":
اتهمت رشا سليم، شقيقة الناشط السياسي الراحل لقمان سليم، "حزب الله" باغتيال أخيها لأنه "كان يُخيفهم بأفكاره المؤثرة في العالم".
وقالت في مقابلة مع "الأناضول"، إن شقيقها "قارئ ومفكر وصاحب موقف سياسي واضح وشفاف كان يجهر به على محطات التلفزة وبكل اللغات حتى تلك التي تعارض رأيه". وأضافت: "أخي كان يرى أن حزب الله أخذ لبنان، هذا البلد الصغير الممتد على المتوسط الذي يملك حدودا طويلة مع البحر ومع سوريا وإسرائيل، إلى منطق أكبر من منطقه الصغير".
وأوضحت أن أخاها كان يرى أن حزب الله "لم يكتفِ بصدام إسرائيل بل وسعه ليصبح في سوريا واليمن والعراق وإيران وفي العالم عبر شبكات التهريب واستيراد الكبتاغون المخدرات وتصديره وعبر نترات الأمونيوم الذي تسبب في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي".
كما شددت رشا، على أن لقمان كان يخوض "السجال القاسي والشجاع والمتين مع أناس مسلحين لديهم صواريخ مثل ما يدّعون تصل إلى ما بعد حيفا وهو رجل أعزل ليس لديه إلا أفكاره". وقالت: "هم يخافونه لأن لديه هذا التأثير الكبير واسم مؤسسته (أمم) والتي يستطيع عبرها مخاطبة العالم لأنه يعرف لغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية ويسافر ولديه نشاط كثيف، كل هذا شكل خطرا عليهم لذلك قرروا قتله".
ولفتت إلى أنها "لا تتابع التحقيقات الجارية لأنها لا تثق بها"، وقالت: "أنا لا أريد العدالة ولا أريد الحقيقة حول تفاصيل ما حدث لأن النتيجة معروفة". وأوضحت: "فقط محامي العائلة يتابع مع الجهات الأمنية وأنا أهتم ببقاء لقمان حيا في حديقة المنزل التي أحبّ وهذه المنطقة التي نعيش فيها منذ قرنين ونصف من الزمن لن نغادرها". وقالت إن شقيقها "رجل ساحر لديه شبكة علاقات تبدأ في الضاحية الجنوبية لبيروت مع المسؤول عن الحدائق ولا تنتهي في اليابان وكوريا وإيران فهو إنسان أممي".
من جهتها، قالت والدة لقمان، الكاتبة والباحثة سلمى مرشاق، لـ"الأناضول"، إن "لقمان كان لديه موهبة مختلفة عن إخوته، فهو اجتماعي أكثر منهم وهو إنسان مثقف".
"خسرتُ صديقي"، هكذا أضافت الأم، موضحة أنه كان صديقها في قراءة الكتب خصوصا القديمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي كانا يبحثا عنها كما يقال باللبناني بـ"السراج والفتيلة". وأشارت إلى أن "الذين قتلوا لقمان لا يريدون بناء دولة بل إنهم يريدون بناء مزرعة اغتيالات".
وقالت مرشاق: "حزني سيذهب معي إلى قبري وإن شاء الله يتم ذلك بسرعة لأنني لا أريد عيش مأساة طويلة لأنني تحطمت". وكشفت أنها والعائلة سيستمرون بإحياء أبحاث لقمان عبر نشرها وتسميتها "أبحاث لقمان سليم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك