كتب نادر حجاز في موقع mtv:
انتهت التسوية الرئاسية التي عقدها الرئيس سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون ولم تنتهِ مفاعيلها التي دفع ثمنها شخصياً بعد انفراط عقد التفاهم بين "التيارين" الأزرق والبرتقالي، وهو الذي خرج من السراي الحكومي تحت ضغط الشارع الملتهب في 17 تشرين، ولن يتمكن من العودة اليه الا بتسوية جديدة ربما، ولكن هذه المرة لمرحلة ما بعد العهد.
الا ان أكثر ما تصدّع بسبب هذه التسوية كانت علاقات الحريري بحلفائه، وفي مقدمهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي تكاد لا تخلو إطلالة له خلال الأسابيع الماضية ولا يتوجه فيها الى الحريري بالدعوة للتنحّي عن مهمة التأليف، ناصحاً إياه مراراً بأن يدع الفريق الآخر يحكم، قاصدا حزب الله والتيار الوطني الحر، وأن يتحملا نتائج الربح والخسارة.
"نصيحة" جنبلاط هذه لا تربة خصبة لها في بيت الوسط، بينما يخشى "الاشتراكي" أن يندم الحريري حين لا ينفع الندم وعندها سيقال له "كانت النصيحة بجمل"، رغم أن جنبلاط كرر مرارا أنّ دعوته للحريري غير ملزمة.
الا ان هذا التباين بين كليمنصو وبيت الوسط لا يعني حصول طلاق. هكذا تصف مصادر مطلّعة العلاقة لموقع mtv، فلكل من الفريقين وجهة نظر في الملف الحكومي. فالاشتراكي غير مقتنع بأنّ الفريق الآخر يريد سعد الحريري رئيسا للحكومة، وهو لذلك يجعل مهمته في التأليف مستحيلة، وإذا ما تخطى الحريري عقبة التأليف فإن ذلك لن يكون الا بشروط ثقيلة، تجعل بالتالي إمكانية نجاح الحكومة مستحيلة اذ ستكون مكبلة بمراكز القرار من خارجها، ويضع مصيرها ربما كسابقاتها ازاء التعطيل المتواصل والمناكفات السياسية.
للحريري في المقابل وجهة نظر مختلفة تنطلق من ضرورة تحمّل المسؤولية من موقعه ومن علاقاته الخارجية للخروج بالبلد من أزمته والحصول على المساعدات المطلوبة دولياً، وأن هذا الأمر يتطلب منه التنازل وعدم التراجع.
"الاشتراكي" يدرك هذا التوجه لدى الحريري وبأنه سيستمر في المهمة، ولذلك ورغم الاختلاف في مقاربة المرحلة الا انه لن يكون عاملاً معرقلاً له، كما تؤكد مصادره، تماماً كما كان متجاوباً بعد تكليفه حيث كان مسهّلاً على كافة المستويات بما فيها المطالب التي لم يأخذ بها الحريري كما قدّمها جنبلاط، انما اقترح حقائب أخرى واسماً مختلفاً.
والى ذلك تجدد مصادر "الاشتراكي" رفض الفيديو المسرّب من القصر الجمهوري، والتعاطي مع الحريري بهذه الطريقة والإهانة التي تعرّض لها على المستوى الشخصي وبما يمثّل، ما يعكس العقلية القائمة والنهج المعتمد لدى فريق الحُكم، كاشفة ان التقدمي مستعد للمساعدة اذا ما ولدت الحكومة، لكنه لن يساير أحداً اذا لمس أي أخطاء أو صفقات أو ثغرات، وهذا ما يفعله راهنا لناحية إعلاء الصوت ضد كل ما يحصل من ارتكابات بحق الدستور والطائف وبحق الدولة والكيان.
والى حين بروز أي جديد على خط الحكومة في ظل الجمود القائم والتصلّب في المواقف وفشل كل المبادرات والمساعي، لا جديد بين الحريري وجنبلاط سوى اتصال الأخير به بعد فيديو عون واستمرار قنوات التواصل الطبيعية بين بيت الوسط وكليمنصو.
أما الخلاصة فهي الاتفاق على قاعدة أن لكل منهما رأيه في مقاربة الاستحقاق الحالي، بانتظار أي تطوّر قد يفرض حصوله.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك