تشير الأبحاث الحديثة إلى أن البكتيريا المفيدة التي تحتوي عليها بعض الأطعمة وتتحلل في الأمعاء يمكن أن تلعب دوراً في تحسين المزاج والصحة العقلية. وقد أطلق على هذا البحث الناشئ اسم "علم النفس الحيوي".
وتقول الأبحاث إن واحداً من كل ستة أشخاص في العالم يعاني حالياً من حالة صحية عقلية مثل القلق أو الاكتئاب، حيث تمثل هذه الحالات تحدياً كبيراً يتطلب فترات علاج طويلة. ولكن أثناء علاج مثل هذه الحالات، غالباً ما يتم تجاهل أمر هام، وهو كيف يمكن أن يؤثر ما تأكله وتشربه على مزاجك وصحتك العقلية.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن وجود المزيد من البكتيريا المفيدة في الأمعاء يمكن أن يساعد إلى حد كبير في تعزيز المزاج والقدرة على التعامل مع التوتر وخفض القلق والاكتئاب.
ويشرح الباحث ميغان أرول الرابط بين الدماغ والأمعاء على النحو التالي: عندما نتحدث عن تفاعلات القناة الهضمة الدماغية، غالباً ما يشار إلى الدماغ الفعلي باسم "الدماغ الكبير" والجهاز العصبي المعوي في القناة الهضمية "الدماغ الصغير"
وأضاف: "يعمل الدماغ الكبير لموازنه الجهاز الهضمي والشهية والسيطرة على الوزن. بينما تعمل تريليونات البكتيريا المفيدة التي تعيش في أمعائنا بشكل فعال على تحسين الصحة الجسدية والذهنية بشكل لا يدعو للشك".
ويقول الدكتور آرول: "على الرغم من الأبحاث المتقدمة، إلا أننا ما زلنا في المراحل المبكرة. هنالك العديد من الدراسات التي تستخدم الحيوانات، إلا أن الأبحاث على البشر ما زالت قليلة".
وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ماكماستر الكندية على 44 من البالغين الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، والقلق والاكتئاب، أنه بعد ستة أسابيع، أظهر 64 % من الأشخاص الذين تناولوا عنصر البروبايوتكس انخفاضاً في أعراض القلق والاكتئاب، مقارنة مع الآخرين.
كما أظهرت تجربة أخرى أجريت عام 2016 على 40 مريضاً يعانون من اضطراب اكتئابي، بأن الذين أعطوا مكملات البروبيوتيك على مدى 8 أسابيع، ظهر لديهم انخفاض كبير في أعرض الاكتئاب مقارنة مع الأشخاص الذين لم يتلقوا أي علاجات.
وتقول إحدى النظريات بأن البكتيريا المفيدة تنتج ناقلات عصبية رئيسية، مثل السيروتونين، التي تعتبر مواد كيميائية تنظم المزاج، ولها تأثيرات مشابهة لبعض مضادات الاكتئاب.
إضافة إلى نوعية الطعام، تتأثر بكتيريا الأمعاء عادة بالبيئة الخارجية، والعمر، ونوع الجنس، والأدوية التي يتناولها المرء، والعادات كالشرب والتدخين، بحسب ما ورد في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك