كتب كامل ابراهيم في "الأنباء" الالكترونية:
فيروسٌ جديد يتفشى حول العالم، إذ اكتشفت اسبانيا أول إصابة مشتبه بها بفيروس ماربورغ، وهو مرض تسبب في عزل أكثر من 200 شخص في غينيا الاستوائية. فما هو هذا الفيروس؟ وهل هناك خطر من تأثيره على لبنان؟
في السياق، لفتَ المدير الطبي لمستشفى راشيا الحكومي الدكتور ربيع ابو شامي والاخصائي في أمراض الرئة والعناية الفائقة الى ان فيروس ماربورغ ينتمي إلى عائلة الفيلوفيروس (Filovirus) او الفيروسات الخيطية، أيّ العائلة التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا، وهو أحد أنواع الفيروسات التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوانات، أمّا بالنسبة لأعراض "ماربورغ" بعد انقضاء فترة الحضانة الخاصة به، والتي تتراوح ما بين يومين و21 يومًا، فإنها تظهر بشكل مفاجىء وتزداد شدتها مع مرور الوقت.
وأشارَ ابو شامي في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى انه "يمكن أن يتسبب فيروس ماربورغ بالإصابة بالحمى النزفية والمضاعفات الاخرى التي يمكن أن تكون خطيرة ومهدّدة لحياة الإنسان، علماً أنَّ نسبة الوفيات تتراوح ما بين 24و88 ?? من المصابين حسب منظمة الصحة العالمية".
وعن تسمية هذا الفيروس بماربورغ، رأى أبو شامي أنَّ الإسم يعود نسبةً لقرية المانية انتشر فيها هذا لاول مرة عام 1967، لافتاً إلى أنَّ في العام نفسه انتشر ايضاً في بلغراد بصربيا، حيث تم تسجيل العديد من الإصابات بالحمى النزفية لدى العمال الذين يعملون في مختبرات علمية في هذه البلاد، وقد بدأ الفيروس بالتفشي بين العمال ومن ثم انتشر إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، حيث تم تسجيل 31 حالة شديدة آن ذلك، وقد توفي منهم 7 مصابين.
وذكر أبو شامي أنَّ من اهم اعراض هذا الفيروس هي الحمى والقشعريرة والصداع والم العضلات ومن ثم اضطرابات في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال المائي، والغثيان، والقيء، والمغص، والتي تظهر غالبًا بعد حوالي ثلاثة أيام من ظهور الأعراض الأولية، هذا بالإضافة إلى الخمول والطفح جلدي الذي لا يرافقه أي حكة، والذي يظهر على منطقة المعدة، والصدر، والظهر، بعد 5 أيام من بدء الأعراض.
ولفتَ أبو شامي إلى التغيرات العصبية، مثل الارتباك، والنوبات، والهذيان، والنزيف الحاد، كما واضطراب وظائف الكلى والكبد، بالإضافة إلى فشل أجهزة الجسم وأعضائه المختلفة مع انخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء أو انخفاض الصفائح الدموية.
وأوضح أنَّ سبب تفشي الفيروس يعود إلى القرود الخضراء الأفريقية الواردة من أوغندا، غير أن العلماء أرجعوا تفشي الفيروس إلى حيوانات أخرى منذ ذلك الوقت، مشيراً إلى أنَّ العدوى تنتقل بين البشر في الغالب عن طريق أشخاص قضوا فترات طويلة في كهوف ومناجم تسكنها الخفافيش.
وأكّد أبو شامي أنَّ المرض لا ينتقل عبر الهواء كما يظن الكثيرون، انما تتمّ العدوى بين البشر من خلال الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية للمصابين، وكذلك على الأسطح والمواد الملاصقة للمريض ولجثث المتوفين بالاصابة.
وختم ابو شامي بالقول، لغاية الآن ليس هناك من علاج محدد لفيروس ماربورغ بل يتم التعامل مع الحالات حسب الاعراض المرافقة وتجنب المضاعفات الخطيرة وعلاجها في الوقت المناسب، محذّراً أنَّ الفريق الطبي واقارب المريض من الفئات الأكثر تعرضاً للعدوى.
إذاً، لا مؤشرات على أنَّ لبنان مهدّد بتفشي فيروس جديد، حتّى الآن، إنما احتمال دخوله وارد في ظل حركة السفر من بلد إلى آخر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك