آخر تبرير طالعنا به، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لاستبعاد التيار خارج التشكيلة الوزارية الحالية، هو الخوف من القرار الوطني الحر، الذي يشكل اساس السياسية التي يسير عليها ويؤمن بها التيار، ومعددا جملة من المبادىء والعناوين التي يشملها هذا القرار، وفي مقدمتها، تحرير الاراضي اللبنانية، وتنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١، مشككا بالتزام الحكومة بتنفيذه، ومعددا ما يشمله قراره هذا،بدءًا من منع توطين الفلسطينيين، عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، حل مشكلة السلاح غير الشرعي، وعدم الارتهان للخارج باستخراج الثروة النفطية.
استسهل باسيل استعارة عبارة القرار الوطني الحر من اسم التيار ليبرر بقاءه خارج التركيبة السلطوية الجديدة، وانتظامه بالمعارضة، للحكومة الحالية، من دون أن يكلف نفسه او تياره، عناء البحث والتفتيش عن شعارات وعناوين، أكثر جاذبية وقبولا، من قاعدته اولا، ومن سائر اللبنانيين، الذين فقدوا ثقتهم به ثانيا، لتمرسه بالتقلب وعدم الاتزان، وتعطيل الدولة، لاغراض ومصالح شخصية بحتة.
تجاهل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عمدا، ان شعار القرار الوطني الحر، الذي يتلطى تحته في الوقت الحاضر، بكل العناوين التي ضمنها، لم يقارب اي منها طوال تحمله المسؤولية الوزارية والنيابية منذ أكثر من عشرين عاما، وغابت عن مسامع واهتمام عهد الرئيس ميشال عون، الذي كان يديره شخصيا، ودون مواربة او استحياء.
أكثر من ذلك، لم يكن شعار القرار الوطني الحر حاضرا، في سلوكيات واداء التيار منذ تاسيسه وحتى اليوم، لكي يتبناه هذه الأيام، ويسير على هداه، بينما الوقائع المدونة، إن كانت في وصول العماد ميشال عون للرئاسة، بقرار ايراني وسوري صرف، أو توزير جبران باسيل، الذي لم يستطع الفوز بالانتخابات النيابية، باكثر من دورة انتخابية، الا بتدخل مفضوح من الرئيس السوري السابق بشار الاسد والامين العام لحزب الله الراحل حسن نصرالله شخصيا.
بالطبع، يعتمد باسيل على ذاكرة بعض المتناسين من تياره، فيتجاهل عمدا، طي البحث في كافة العناوين التي طرحها، إبان عهد الرئيس ميشال عون الجهنمي بتوصيفه شخصيا، وما لامس منها، إعلاميا فقط، من دون التجرؤ بالخوض فيها، وكلها، تناقض شعار القرار الوطني الحر، بدءًا من توقيع تفاهم مار مخايل، الذي أمَّن التغطية المسيحية، لسيطرة السلاح الايراني غير الشرعي، لاستباحة لبنان لمصلحة ايران، ناهيك عن الرفض المطلق لطرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية على بساط البحث، طوال العهد «الميمون»، فيما لائحة القرار الوطني الحر للتيار، تطول لتشمل الصمت المطبق عن عبور قوات حزب الله الى سوريا، بمعزل عن قرار الدولة اللبنانية وقتال الشعب السوري وتدمير المدن والقرى في كافة المناطق السورية، والتسبب بالتهجير الواسع للسوريين إلى لبنان ودول الجوار.
يستمر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في الانحدار السياسي نحو الأسوأ، لاصراره على انتهاج اسلوب التكاذب، الذي امتهنه طوال العقدين الماضيين، والاستخفاف بعقول الناس والضحك على الذقون، بعد مسيرة حافلة بالفشل الذريع للتيار، بقيادة ميشال عون المؤسس،من الارتماء باحضان التحالف الايراني السوري، لتوفير الغطاء المسيحي المطلوب اللهيمنة على لبنان، مقابل تحقيق اهداف الوصول إلى السلطة اولا، والاستيلاء على الأموال العامة ثانيا، بهدر مفضوح لعشرات مليارات الدولارات على قطاع الكهرباء، على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية وعلاقات لبنان مع اشقائه العرب والعالم.
خطاب باسيل للانضواء في المعارضة، لا يُخفي حال الانحدار السياسي والتفسخ الذي بلغه التيار على يد باسيل شخصيا، إن كان بفشله بصياغة تحالفات سياسية طبيعية، أو بسبب سياسة الاستعداء والتعطيل التي انتهجها سابقا، او لفشله بادارة وزارة الطاقة والكهرباء لسنوات طويلة، بل في عدم الاستفادة من المرحلة السياسية السابقة، وتبنِّي خطاب سياسي ناضج ومتنور، لتبوأ مركزا متقدم في الزعامة المارونية، سبقه اليه اخرون، فيما سجل انحدراً لموضع لا يحسد عليه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك