تستعدّ مدينة جبيل لصيفٍ يتوقّع أن يكون استثنائيّاً. هي تأمل أن تحتضن، في طرقاتها ومطاعمها ومقاهيها وفنادقها ومعالمها السياحيّة، المغتربين والسيّاح، بالإضافة الى من باتت جبيل، بما تمتلك من سحرٍ يمتزج فيه التاريخ مع الحاضر، مقصداً لهم.
لكنّ جبيل، المستعدّة لأن تشتعل سياحيّاً، ستشتعل قبل ذلك انتخابيّاً، في ظلّ بدء ظهور معالم المواجهة فيها بين لائحتين أساسيّتين ستخوضان الانتخابات البلديّة، رأس حربة الأولى النائب زياد الحواط، مدعوماً من القوّات اللبنانيّة. أمّا اللائحة الثانية فتعيد الى الحياة التحالف بين التيّار الوطني الحر وحزب الله اللذين يرفعان شعار إسقاط الحواط في عقر داره.
أعدّ "التيّار" و"الحزب" العدّة لهذه المواجهة، بعد أن ظلّ الحواط، طيلة سنوات، واجهة العمل البلدي في المدينة، إمّا مباشرةً حين تولّى رئاسة بلديّتها، أو عبر فريقٍ دعمه النائب الجبيلي على أكثر من صعيد.
ويضمّ تحالف "التيّار" و"الحزب" أيضاً الوزير السابق جان لوي قرداحي، ومعهم، وفق مصدر جبيلي "كلّ اللي بدّن راس زياد الحواط"، ما يمنح هذه المواجهة طابعاً سياسيّاً يريدها حزب الله و"التيّار"، وهما باشرا التجييش للائحة عبر زيارات الى المرجعيّات والفعاليّات والعائلات الجبيليّة لحشد اكبر دعمٍ ممكن للائحتهم.
ولم يُعلن حزب الكتائب، حتى الساعة، موقفه النهائي وهو بدأ التفاوض الجدّي مع حزب القوات اللبنانيّة حول الإنتخابات البلديّة على مساحة لبنان كلّه، بينما ينتظر النائب نعمة افرام إتمام تحالفاته في بلديّة جونية ليستكملها في مدينة جبيل.
وفي حين حسم تحالف "التيّار" و"الحزب" هويّة مرشّحه إلى رئاسة البلديّة، وهو عضو بلديّة جبيل المحامي إدي صفير ، يحاول الفريقان تشكيل لائحة تجمع أخصام الحواط والمعترضين على مواقفه السياسيّة وطريقة إدارته شؤون المدينة.
أما النائب الحواط فأطلق ماكينته الإنتخابيّة، وهو باشر بتجهيز فريق عملٍ شبابيّ متخصّص ومتضامن حول رؤية موحّدة عصريّة ومتطوّرة، وهو ينوي خوض الإنتخابات البلديّة من خلاله لمتابعة المشاريع الإنمائيّة والسياحيّة والثقافيّة في جبيل، بهدف جذب المزيد من المستثمرين الذين ستظهر إستثماراتهم بدءاً من الصيف المقبل في المدينة، بالإضافة إلى استكمال أشغال البنى التحتيّة ضمن ورشة متكاملة تُعدّ لجبيل، بعد فترة صعوبات شهدتها نتيجة الأزمة الإقتصاديّة ووباء كورونا، كما تؤكّد مصادر مقرّبة منه.
لا يمكن أبداً إغفال الطابع العائلي للإنتخابات البلديّة، لكنّ الإنتخابات في جبيل ذاهبة إلى حسمٍ وصراعٍ سياسيّ. علماً أنّ استطلاعاً للرأي أجرته، منذ أيّام، شركة "ستاتيستكس ليبانون" أظهرت تقدّماً كبيراً للائحة المدعومة من الحواط على منافسيه.
إن أيّار لناظره قريب، وفيه سيحدّد الناخب الجبيلي موقفه من مستقبل مدينته، إن من خلال احتضان إبنها النائب زياد الحواط أو أن تعود مدينة جبيل "القلعة العونيّة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك