اعتبر رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن "شهادة القادة خسارة كبيرة، ولكنها لا توقف مسيرة الأمة والشعب والمقاومة، بل على العكس يجب أن يحفزنا كل ما قدمنا من تضحيات على الثبات. إن عزيمتنا ستتفوّق على حزننا، حجم الخسارة كبير، ولكن حجم عزيمتنا أيضا كبيرة، سنكمل الطريق ولن نتوقف".
وجاء ذلك خلال حفل تأبيني أقامته عائلة عواضة، بدعوة من رئيس جمعية "تجار الوسط التجاري" في بعلبك، تكريما لأميني "حزب الله" السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك، بحضور النائبين ينال صلح وملحم الحجيري، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" حسين النمر، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" العميد المتقاعد عباس نصرالله، المسؤول التنظيمي لإقليم البقاع أسعد جعفر، رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، نائب رئيس اتحاد بلديات بعلبك جمال عبد الساتر، فاعليات أمنية وعسكرية ودينية وحزبية وبلدية واختيارية واقتصادية واجتماعية.
وقال: "نحن تعرضنا لحرب كانت تريد أن تستأصل وجودنا واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نصمد وننتصر، بسبب البنية التنظيمية القوية والتحالف العميق مع حركة أمل، وبسبب احتضان البيئة، وبسبب الأخوة الشهداء الذين استمروا في القتال حتى اللحظات الأخيرة، لم يستطع العدو أن يسحق المقاومة وحزب الله، على رغم الفارق التسليحي الكبير والعددي والتكنولوجي والاستخباراتي، فشل العدو في تحقيق هدفه، وها هو بكل مسؤوليه وإعلامه بعد التشييع يلتفت إلى هذه الحقيقة الموجعة له".
وأضاف: "في تشييع يوم الأحد احتشد أحباء المقاومة من جمهور حركة أمل وحزب الله وحزب البعث والحزب القومي والكثير من اللبنانيين والقوى من الشمال وعكار وصيدا والعرقوب وإقليم الخروب والبقاع الغربي والأوسط وبعلبك الهرمل وجبل لبنان وبيروت والضاحية، جمعهم حبهم للسيد نصرالله وللمقاومة. يوم الأحد أثبت أهل المقاومة أنهم مستمرون سواء لناحية حجم الحشد، أم لناحية التنظيم والحضور المتنوع والإنضباط، والأهم أننا سنبقى على العهد على مر الأيام والشهور والسنين، لأننا امام تحديات وصعاب تعترض طريقنا، وأمام مهمات سننجزها".
وتابع: "البيئة أصبحت هي المقاومة والمقاومة أصبحت هي البيئة، لا فرق بين البيئة والمقاومة، البعض يريدون لهذه البيئة أن تبتعد عن المقاومة ويريدون ابتعاد حزب الله وحركة أمل عن بعضهما، ويريدون التشكيك بكل ما قمنا به، نقول لهؤلاء أن التحالف بين الثنائي الوطني راسخ ودائم، وان البيئة التي تحتضننا ونحتضنها قوية وراسخة".
وأردف: "في 27 تشرين الثاني الماضي أعلنت آلية تنفيذية للقرار 1701، وقاد المفاوضات عن الدولة اللبنانية الرئيس نبيه بري، وأقرّت الحكومة في اجتماعها قبولها هذا الاتفاق، ومددت الإدارة الأميركية الى 18 شباط، ومنذ ذلك الوقت العدو يخرق يوميا هذا الاتفاق، يسقط شهداء وجرحى، ويتم تدمير وتجريف البيوت والبساتين، ويقول وزير خارجية العدو إن الأميركيين أعطوا إسرائيل ضوءا أخضر غير محدد. نحن نعتبر أن الدوله اللبنانية بمسؤوليها كافة ومؤسساتها معنية بالدفاع عن السيادة الوطنية اللبنانية، وعليها أن تقوم بأقصى ما تستطيع لفرض الإنسحاب على العدو الصهيوني. فماذا أنتم فاعلون أيها المسؤولون اللبنانيون بهذا الصدد؟ وما هو الرد على وزير خارجية العدو وعلى أميركا؟ كما نتوجه للذين كانوا يتحدثون ليل نهار عن السيادة ويخوضون حملة على إيران بادعاءات واهية وغير حقيقية، ألا تعتبرون بأن اسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابا لبنانيين وتدمر البيوت؟ الا يستحق منكم ذلك موقفا أو اجتماعا أو تمديدا أو بيانا؟ كل ما نشهده الصمت المطبق على وقائع ميدانية قائمة أمامكم وأمام العالم أجمع تجاه التدخلات الأميركية في لبنان. أنتم حلفاء وأصدقاء لأميركا، وظفوا هذه الصداقات لحماية سيادة لبنان".
ورأى أن "من مهام الحكومة تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة، وإعادة الإعمار وهذا الملف لا يتحمل مماطلة في الوقت ولا إطالة في المدة، ولا أي ربط بالإصلاحات، يجب إعادة الإعمار من دون أي شرط سياسي أو سيادي يمس بالسيادة اللبنانية، الشرط الوحيد هو الشفافية في الإنفاق والسرعة من دون تسرّع وأن تصل الأموال إلى مستحقيها".
وألقى القاضي الشيخ عباس شريف كلمة حركة "أمل"، فقال: "يعتصر القلب ألما وحزنا على من فارقنا في هذه الأيام الحرجة والمنعطفات الخطرة التي يمر بها بلدنا وأمتنا".
وأضاف: "إمامنا المؤسس المغيب السيد موسى الصدر في 11 أيار 1977 أذاع وثيقة من الأهمية بمكان، لو عدنا إليها لكان خلاص هذا الوطن الذي ابتلى بالمحن، وتضمنت تلك الوثيقة جملة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية. أكد الإمام الصدر فيها أننا نؤمن بلبنان بلدا لجميع طوائفه، حرا مستقلا بحدوده، وملتزما بقضايا الأمة لا سيما القضية الفلسطينية، وارتضينا هذا النظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني، لا يستقوي فيه أحد على أحد، ونؤمن بأن هذا التنوع الطائفي نعمة والطائفية نقمة على جميع اللبنانيين، وأن مؤسسة الجيش اللبناني هي المؤسسة الضامنة لأمن هذا الوطن وتستطيع ان تمارس دورا محوريا، وان تصهر كل من انتمى إليها في بوتقة وطنية، ولا للتقسيم تحت أي ذريعة أو شعار، ونحن مع اللامركزية الإدارية من أجل تسيير شؤون المواطنين".
وتابع: "دعا الإمام الصدر إلى إلغاء الطائفية السياسية، واعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وأي أمر مصيري يجب أن يستفتى عليه من الشعب".
وختم شريف معاهدا "بالبقاء خلف الإمام الصدر وحامل أمانته الرئيس نبيه بري، سدا منيعا في وجه كل من يحاول العبث في أمن هذا البلد".
بدوره، رأى الإعلامي أحمد يوسف عواضة أن "بيئة المقاومة أثبتت أنها خاضنة أمينة ووفية للمقاومة وقادتها وشهدائها، فكانت التلبية إنَّا على العهد يا نصرالله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك