ما جرى في الأيام الماضية من أعمال شغب يجمع المراقبون على أنها كانت منظمة وممنهجة، يدل بوضوح على نية لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ومحاولة إعادة فرض واقع سياسي كان بالأمس القريب معطلاً للدولة ومانعًا تقدمها، ورابطاً للبلد بمحور لم يقتنع البعض أنه سقط. كما أنه لا يعكس توجه قيادة حزب الله لمشاركة وطنية جامعة في تشييع أمينه العام السيد حسن نصرالله، والسيد هاشم صفي الدين، في المدينة الرياضية، والذي على أساسه تولت قيادة حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة توجيه الدعوات للقيادات الرسمية والسياسية والحزبية والمرجعيات الدينية للمشاركة فيه.
فهل ما جرى يعكس حالاً من الارباك والفوضى، والخلافات الداخلية داخل حزب الله. والتي ظهرت مؤشراتها في اليومين الماضيين؟
مصادر سياسية وصفت ما جرى بالمخطط الانقلابي على الدولة اللبنانية التي بدأت بتكوين نفسها بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، والذي أكد في خطاب القسم على سيادة الدولة على أرضها. وبعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة القاضي نواف سلام الذي أكد من جهته ان لا سلاح إلا سلاح الجيش اللبناني من النهر الكبير إلى الناقورة.
وكشفت المصادر في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان كلام الرئيسين عون وسلام عن رفض السلاح في شمال الليطاني وحصريته بيد الدولة اللبنانية اعتبره حزب الله انهاء لدوره العسكري. وعلى هذا الاساس، أراد استباق الامور بترهيب اللبنانيين بدءاً من تصميمه على أخذ المطار رهينة والبدء بابتزاز الدولة واخضاعها لشروطه.
وتوقفت المصادر عند عملية الابتزاز التي تمارسها إيران على بيئة حزب الله وتحريضها على الدولة من خلال ايهامهم بأنها تريد ان ترسل اليهم الأموال للاعمار، لكن الحكومة اللبنانية ترفض استقبال الطائرات الايرانية في مطار رفيق الحريري الدولي. ما أدى الى هذا الاستنفار لقطع الطرقات في أكثر من منطقة من بيروت. المصادر لفتت إلى الارباك الكبير الذي تعيشه قيادات حزب الله. فبين من يحاول تبرير ما جرى وبين من كشف عن نيّاته واحقاده ضد الدولة والجيش.
وتوقفت المصادر عند ما كشفه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في حديث لموقع "ارغوس ميديا" بأن خطوة منع الطائرات الايرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي كانت نتيجة لقرار رسمي اتخذ على مستوى الدولة والحكومة تجاه جميع الطائرات الايرانية وتأكيده أن مثل هذا القرار تم اتخاذه ولكن لم يتم الإعلان عنه لأن لا أحد على استعداد لتحمل المسؤولية عن هذه الخطوة الحساسة سياسياً.
ولفتت المصادر الى أن حزب الله كان ممثلاً بثلاثة وزراء في الحكومة السابقة، من بينهم وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، فلماذا لم يطلع قيادة حزبه على قرار منع الطائرات الايرانية في مطار رفيق الحريري الدولي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك