كل يوم تأخير في تشكيل حكومة عهد الرئيس جوزاف عون الأولى هو تمديد لعمر الأزمات المتراكمة في لبنان... وما هذا التأخير إلا نتيجة طبيعية للكمّ الهائل من التعقيدات والشروط التي تفرضها القوى السياسية اذ باتت تحاصر الرئيس المكلف نواف سلام في مهمته، بالتالي ما يحصل لا يصب في مصلحة أحد.
ويأتي هذا التعقيد على الرغم من الشروط التي وضعها الرعاة الدوليون لإعادة الإعمار والإنسحاب الإسرائيلي، والتي تطلب من الجميع نزع الألغام فيما بينهم، وإستدراك التحولات السياسية في المنطقة التي تحمل في طياتها بوادر خير وأمل بتغيير جذري يعيد لهذا البلد مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي، ما سيشكل فرصة ذهبية لهُ. ومع ذلك لم يثمر أي شيء، "لا بل يتصرف أركان الحكم السياسي وكأن شيئا لم يكن، في حين ان المفروض تعاون الجميع لإستعادة السيادة، بمواجهة المصالح الخاصة، وإعطاء الدولة اللبنانية الأولوية على كل شيء آخر"، على حدّ تعبير مرجعية دبلوماسية عربية معنية بالملف اللبناني.
وتشير تلك المرجعية، في إتصالٍ مع وكالة "أخبار اليوم"، إلى ما قاله وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: "سنحتاج إلى رؤية عمل حقيقي، وسنحتاج إلى رؤية إصلاح حقيقي، وسنحتاج إلى رؤية التزام بلبنان يتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي، حتى نتمكن من زيادة مشاركتنا"، لتقول: في إختصار ما من شيء يمنع رئيسيّ الجمهورية والحكومة من الحكم فقد مُهدت الطريق امامهما، ولكن الخشية من أن يسقطا في لعبة السلطة التقليدية ناسفين كل ما قيل عن منحاهما الثوري والتغييري الذي يميز مسارهما وسيرتهما الذاتية.
وتتابع المرجعية: لذا عليهما رفض بصورة قاطعة كل أشكال الإبتزاز من أي طرف كان، خصوصاً أن أي إصلاح أو إستثمارات، والأهم إعادة الاعمار، ترتبط بتشكيل حكومة تكون مقبولة داخلياً وموضع تقدير خارجي... ونقطة على السطر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك