يشي إصرار ثنائي أمل وحزب الله على حقيبة المال للمكوّن الشيعي ولوزيرٍ اختاراه «ونقطة عالسطر» هو النائب السابق ياسين جابر ومع أخذ وردّ معمّق حيال احتمال التسليم للرئيس المكلف نواف سلام بأن «ينتزع» من يدهما ورقة «الفيتو الميثاقي» بكسْر احتكارهما للمقاعد الوزارية الخمسة في حكومة من 24 (يُسمي سلام أحد الوزراء)، بأنّ الأمرَ ينطوي على رغبة في تظهيرِ عدم تبدُّل «حرفٍ» في المَوازين السياسية داخلياً على قاعدة أن «وزنهما» في الحكومة سيكون نفسه ما كان عليه قبل الحرب، وسط تَحسُّبٍ دقيق أيضاً، لدى خصوم الحزب، من إمكان أن يعود الثلث المعطّل عبر حلفاء ولو افترقوا عنه أخيراً إلا أن من المبالغة افتراض أن الطلاق النهائي معهم أو مع بعضهم وَقَع.
في هذا الإطار، وعلى وقع ازدياد اقتناع خصوم «حزب الله» بأن «مشهدية العودة» إلى الجنوب والتي ستعود لتتظهر بقوة اليوم هي في جانب منها رسالة ضغطٍ في الملف الحكومي على قاعدة «لا يمكن تَجاوُزنا وحاضرون في الساحات كما كنا»، لم يكن ممكناً القفز فوق أبعاد ما تم نقْله عن أن واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع «حزب الله» أو حلفائه من ترشيح وزير المال الجديد وذلك في محاولة للحدّ من نفوذ الحزب، وأن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام ورئيس الجمهورية جوزاف عون، مفادها أن الحزب ينبغي ألّا يشارك في الحكومة المقبلة.
ونُقل عن 3 مصادر مطّلعة أن رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس، الذي عيّنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط، كان أحد الأشخاص الذين نقلوا هذه الرسالة إلى لبنان، وجوهرها «أن السماح لحزب الله أو حركة أمل بترشيح وزير المال من شأنه أن يضر بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن الحرب».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك