جاء في "المركزيّة":
في شكل غير مسبوق، تكثفت وتيرة الجرائم وعمليات السرقة والسلب في الآونة الاخيرة، وتركز معظمها في محافظة جبل لبنان، من دون استثناء سائر المناطق. من مزرعة يشوع الى الضبية ومن الحازمية الى الاشرفية. سرقات عزز دوافعها ترك اللبنانيين اموالهم ومدخراتهم في منازلهم بعد الازمة المصرفية التي احتجزت اموالهم في المصارف من جهة والوضع السوري الذي اطاح اخيرا بالنظام الاسدي فقرر معه عدد من السوريين الفارين العودة الى بلادهم، ولكن مع غلة حرزانة، من جهة ثانية.
آخر جرائم السرقة ارتكب ليلاً في منطقة فسوح في الاشرفية، حينما أقدم شخص يستقل دراجة نارية على محاولة سطو على محل للصيرفة واطلق رصاصات عدة على مواطن ما ادى الى اصابته وحاله حرجة. قبل ذلك بأشهر قليلة ارتكبت جريمة للهدف عينه في محلة السيوفي ذهب ضحيتها السبعيني نزيه الترك فسرق من المنزل مبلغا ماليا كبيرا ومصاغاً.
والى سلسلة عمليات سرقة استهدفت اخيرا منطقة الحازمية، سُجلت جريمتان مروعتان هدفهما السرقة لا غير الاولى في مزرعة يشوع حيث اقدم عمال سوريون على قتل صاحب محطة محروقات في مزرعة يشوع على طريق انطلياس- بكفيا، ووجدت الجثة مكبّلة ومرمية داخل دورة المياه في المحطة.
اما الافظع فكان مع قتل الشاب جورج روكز داخل معرضه لبيع السيارات في الضبية، لا لشيء الا لسرقة سيارة من نوع "مرسيدس G Class" ليقدمها الجاني لحبيبته، وببرودة اعصاب ولدى دخوله مع مالك المعرض الى مكتبه عمد الى إطلاق النار باتجاهه ما أدى الى مقتله على الفور، وفرّ هاربا بالسيارة.
مع كل اطلالة فجر يتكشف النهار عن مشاهد سرقة وقتل باتت تقض مضاجع اللبنانيين وتحثهم على السؤال عن اسباب عدم عودة النازحين السورين الى بلادهم، بعدما اطيح النظام الذي بسببه نزح معظم هؤلاء الى لبنان. ومع وجوب عدم التعميم، الا ان جرائم كثيرة ترتكب يتبين ان خلفها سوريين. ما يوجب وفق ما تشير مصادر امنية لـ " المركزية" ان يوضع ملف النزوح في رأس قائمة اولويات الحكومة العتيدة الى جانب التشدد في اتخاذ اجراءات عقابية قصوى وسريعة تشكل رادعاً لكل من تسول له نفسه استسهال السرقة والقتل.
صحيح ان الواقع السياسي المُعقد مفتوح على الوضع الامني ويسهم في تفلته، بيد ان الاجهزة الامنية والعسكرية تعمل بشق النفس وباللحم الحيّ من اجل ضبط موجة الفلتان. وهي اذ تؤكد ارتفاع نسبة الجريمة للسرقة في الاونة الاخيرة في مختلف المناطق وفي شكل خاص في جبل لبنان، تدعو المواطنين الى التنبه واتخاذ ما يلزم من احتياطات لدرء هذا الخطر عنهم. وحينما يتخذ القرار السياسي، تختم المصادر، يصبح التعاطي الامني مع حوادث مماثلة شديد السهولة، مشيرة الى السرعة التي تم فيها توقيف قاتل جورج روكز بفعل التنسيق الامني وانعدام الغطاء السياسي عن المرتكب.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك