شعر اللبنانيّون بلفحةٍ كبيرةٍ من التفاؤل مع بداية عهدٍ جديدٍ واعدٍ على مُختلف الأصعدة، فحلّق منسوب آمالهم وكثُرت توقّعاتهم بأن يحمل عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام تغييرات جذرية في طريقة وأسلوب الحكم التقليدي في لبنان خصوصاً لناحية إعطاء المرأة مساحة وازنة في الحكومة الجديدة.
من المتوقّع أن تُبصر الحكومة النور خلال أيّام. حُسم الكثير ولم يُحسم شيء بعد في الوقت نفسه، وكلّ الأمور رهنُ تغييرات اللّحظات الأخيرة واللّمسات النهائيّة. التسريبات التي خرجت الى الإعلاميّين في الأيّام الماضية لم تضمّ أي اسم نسائي، فالأولويّة بالطبّع هي لتقسيم الحصص وتوزيع الوزارات على مُختلف الطوائف بهدف إرضاء كلّ الأفرقاء وإشراكهم في المرحلة الجديدة "الواعدة". ولكن هل من فكّر بإرضاء نصف المجتمع وربّما أكثر؟ هل المرأة في حسابات مُختلف الأحزاب والكتل؟ وهل في ملفّ سلام أسماء لنساء؟ وهل سيضغط الرئيس عون لإعطاء حقائب وازنة لسيّدات؟
كما طَغَت لمسات السيّدة الأولى نعمت عون على قصر بعبدا، وكما وقع الاختيار على الإعلاميّة نجاة شرف الدين لتكون المتحدّثة باسم رئاسة الجمهورية اللبنانيّة، نأمل وننتظر من الرّئيسين عون وسلام الضغط باتجاه ضمّ الحكومة لوجوه نسائيّة لامعة مع حقائب وازنة، من دون أي أعذارٍ تبرّر تغييب المرأة عن مطبخ القرارات الذي ستقود المرحلة الجديدة في لبنان.
إبحثوا جيّدا، وغربلوا الأسماء، وانظروا من حولكم ستجدون نساءً رائدات ومتفوّقات في مجالاتهنّ. نساءُ لبنان قادرات على إحداث تغيير إيجابي في السياسات وفي الإصلاحات، ووصولهن الى مناصب قيادية سوف يضاعف فرص وصولنا الى مستقبل أفضل... وتذكّروا جيّدا، الثورة أنثى، والدولة أنثى، والحكومة أيضاً!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك