خاص موقع mtv
حين قرّر حزب الله خوض حرب الإسناد، وتحويل لبنان إلى واحدة من الساحات الإيرانيّة، بقرارٍ من قيادته أو بقرارٍ إيراني لا فرق، هل كان يعلم أنّ ثمن هذه الحرب سيكون استشهاد الآلاف وجرح عشرات الآلاف، ودمار قرى وبلدات وأحياء كثيرة، بالإضافة الى أضرارٍ كبيرة أخرى؟
مناسبة هذا السؤال اليوم هو أنّ الفئة التي يسمّيها حزب الله "أشرف الناس"، والمقصود بها جمهوره، متروكة حرباً وهدنةً. فالحزب لم يفِ بوعوده بتأمين مراكز إيواء وتقديم مساعدات. الدولة فعلت ذلك، وساعدها "المجتمع المدني" الذي كان الحزب يشيطنه، ودول خليجيّة وغربيّة كان الحزب يهاجمها.
وحين انتهت الحرب، ودخلنا مرحلة الهدنة، أُطلقت وعودٌ كثيرة بإعادة الإعمار، أبرزها من إيران، ولكنّ هذه الوعود غير صادقة بتاتاً، وما من خطواتٍ عمليّة اتُّخذت لبدء تمويل إعادة الإعمار، على الرغم من أنّ عائلات كثيرة تعيش اليوم خارج قراها ومنازلها.
لن تدفع إيران، ولن يدفع حزب الله، بل سيرفع الصوت لمطالبة الدولة بالوقوف الى جانب الناس، والدولة تدفع من مصدرَين: المكلَّف اللبناني أو المساعدات الخارجيّة، وهذه تأتي من دولٍ يخاصمها الحزب.
يعيدنا ما سبق كلّه الى شعار "العودة الى الدولة". حين أصبح حزب الله قويّاً، ابتعد عن الدولة وخرج عنها وظنّ أنّه أقوى منها، بل بات تابعاً تماماً لدولةٍ أخرى.
واليوم، حين بات بعض جمهوره خارج قراه، وخسر ما خسره من أرواحٍ وماديّات، وبعد أن وافق على ورقةٍ أميركيّة هي أقرب إلى الاستسلام، وفقد فائض قوّته والكثير من سلاحه وانقطع خطّ إمداده، سيكون مرغماً على العودة إلى الدولة.
حتى لو عاد حزب الله الى الدولة، غصباً عنه، لأنّه يشعر بالهزيمة، فإنّ ذلك يبقى أفضل من بقائه خارجها، ظانّاً نفسه أنّه المنتصر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك