كتب داني حداد في موقع mtv:
في هذه السطور، بعضٌ من خروجٍ عن اللياقة تبرّره "ضرورات المرحلة".
تنتهي مرحلةٌ لتبدأ أخرى. هناك من احتفل بالأمس، وهناك من بدّل موقفه، في سرعةٍ هائلة، وهناك من برّر ومن اختفى. مواقف السياسيّين مبرّرة غالباً. ما سوف نتطرّق اليه هي مواقف بعض من بالغ في التعبير والتحليل والتهديد...
واحدةٌ تُدعى غدي متخصّصة بالانتصارات الوهميّة، تسمّى إعلاميّة ومحلّلة، بينما تستحقّ تحليلاتها أن تكون مادّةً في مسرح الشانسونييه، ومن يسمعها يشعر بأنّه بات على عتبة الدخول الى القدس، ليكتشف بأنّ الإسرائيلي بات فوقنا وقربنا وضابطاً لتحرّكاتنا. نقول لغدي اليوم "ما تسمعينا صوتك".
أمثال غدي، من الجنسَين، ملأوا الشاشات، خصوصاً منذ عام، فحلّلوا وحلّوا وربطوا، ولو استعدنا ما قالوه لضحكنا طويلاً لأنّهم ما أصابوا بموقفٍ أو توقّع، وتبيّن أنّهم، مثل المحور الذي يتبعونه، يعيشون أوهاماً وخرافات، فلا الانتصار كان انتصاراً في لبنان، ولا الصمود كان صموداً في سوريا، و"هرّ" المحور في أيّامٍ بعد أن خدعنا لسنوات.
حتى أنّ علي حجازي، على سبيل المثال لا الحصر، ظلّ حتى ساعاتٍ قبل انهيار النظام في سوريا، يتوعّد بهزيمة المسلّحين وانتصار الجيش السوري وصمود بشار الأسد، ملوّحاً بإصبعه كالعادة.
ولا يختلف ناصر قنديل كثيراً عن علي حجازي، وهو يستحقّ نيل لقب "صاحب أغرب تحليلات عسكريّة وسياسيّة" للعام ٢٠٢٤، ويليق أن ترافقها موسيقيّاً طبلة العازف الراحل "ستراك". مبروك الجائزة، وهي تحمل مصداقيّةً أكثر من الانتصار الذي ادّعى قنديل أنّ حزب الله حقّقه.
ولا يغيب عن بالنا صاحب الصوت "الجعاري" فادي ابو دية، وهو واحدٌ من فوج الأصابع المرفوعة التي ستنخفض في المرحلة المقبلة، بعد أن أصابه ما أصابه من نكساتٍ يجب أن تدفعه، على الأقلّ، الى الاحتجاب عن الشاشات والمنصّات، تجنّباً للبصق والشتم واللطم.
ويطيب لي، في هذه المناسبة، أن أستذكر من يخرج علينا بفيديوهاتٍ تافهة، مثل الصحيفة التي خرّجته يوماً، وأقصد حسن علّيق الذي توجّه إلينا بتهديداتٍ مباشرة، لأدعوه اليوم الى الاستحمام، لا أكثر ولا أقلّ، من خارج ومن داخل. "نعيماً يا حسن".
أمّا بعد، فالمطلوب في المرحلة المقبلة أن نكفّ عن سماع التافهين واستقبالهم، ولا نقصد بذلك أبداً من يختلفون معنا بالرأي والمقاربة، فهذا حقٌّ مقدّس لهم وستبقى mtv مشرّعة لهم لأنّنا نؤمن بأنّ الرأي الواحد لا يصنع وطناً وإلا لن نختلف بشيءٍ عن جماعة المحور إيّاه، بل نقصد من كان يتّهم ويهدّد ويرفع صوته أو إصبعه ويقول "حسابكن بعد الحرب"، وهؤلاء معروفون بالأسماء، ومواقع التواصل الاجتماعي مليئة بفيديوهاتهم وسخافاتهم.
ما نريد أن نسمعه في المرحلة المقبلة هو كلام العقلاء لا الأغبياء، وكلام الرؤوس الباردة لا الحامية، لنبني بلداً حقيقيّاً بلا متآمرين وفاسدين ومرتَهنين و، خصوصاً، بلا محلّلين تافهين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك