خاص موقع mtv
شعر حزب الله، فجأةً، بأنّ صورة البطل الذي لا يُهزَم التي رسمها لنفسه، منذ تأسيسه، وعُزّزت أكثر في العام ٢٠٠٠ مع التحرير، ثمّ في حرب ٢٠٠٦، بدأت تتشوّه. وبدأ يشعر بأنّ الرأي العام اللبناني ينقلب، بغالبيّته، عليه بسبب زجّه البلد في حربٍ استخدم فيها الإسرائيلي إجرامه كلّه. كان لا بدّ هنا من "فشّة خلق".
يدرك من يتولّى مسؤوليّة الإعلام في حزب الله أنّ التصويب باتّجاه فريقٍ داخليّ في موقع الخصومة يضرّ في هذه المرحلة، خصوصاً في ظلّ تواجد مئات آلاف النازحين في مناطق لا تؤيّد غالبيّة سكّانها الحزب. هكذا، صدر القرار بأن يتمّ التصويب على mtv، أي على مؤسّسة إعلاميّة لا على حزبٍ أو زعيم، لمنح جمهور الحزب جهةً يحمّلونها مسؤوليّة ما يحصل، بدل إلقاء اللوم على من تسبّب بهذه الحرب العبثيّة.
شارك في هذه الحملة من هم على Payroll الحزب، وهؤلاء معروفون بالأسماء، ففبركوا الفيديوهات وشوّهوا الحقائق. وشارك فيها ذبابه الالكتروني. وشارك فيها حاقدون على المحطة لغاياتٍ شخصيّة، ومن هؤلاء من يملكون، وتملكن، سجلات طويلة من الارتكابات في أكثر من… ميدان.
لسنا في mtv بحاجة إلى الخضوع لفحص دمٍ في الوطنيّة. نحن نلتزم بالدولة، وهي تعادي إسرائيل. ونلتزم بكلّ المفردات التي تؤكّد هذا العداء، وأبرزها ظاهر على شاشتنا طيلة النهار: العدوان على لبنان. فلا تزايدوا علينا بالوطنيّة، وهي بعيدة جدّاً عمّن يعلن ولاءه الكامل لإيران، من حيث يأتي التمويل والتحريض على الموت.
ولسنا، في mtv، نحتاج الى من يدرّسنا أصول المهنة، وقد صنعنا محطّةً تلفزيونيّة هي الأولى والأكثر إشراقاً والأكثر تسويقاً للبنان وهويّته الحقيقيّة المتنوّعة.
لذلك، سنواجه من تحامل علينا، ظلماً. لن نغتالهم ولن نهدّدهم. هذا ما يفعله من حرّض علينا. سنواجههم في القضاء، أي عبر الدولة، ملاذنا الأوّل والأخير، على أمل أن تعلّمنا هذه الحرب أنّها ملاذ الجميع، فلا طائفة تنكسر إن انكسر حزبٌ، ولا طائفة تضعف برحيل زعيمٍ، ما دامت الدولة هي الحاضنة.
وسنواجههم بالحقيقة وبالحريّة، إذ لن تنفع الضغوطات علينا في تغيير حرفٍ ممّا نريد أن نقول أو نعبّر، بل سنزداد قناعةً بأنّ من يحمي اللبنانيّين، المتساوين جميعاً في الحقوق والواجبات، هي الدولة، لا فائض القوّة الذي علّمنا التاريخ، وقد اختبرته الطوائف كلّها، أنّه يقتل صاحبه.
ختاماً، ومهما كانت النتائج التي ستنتهي اليها هذه الحرب: لبنان باقٍ وسينهض، ولا يجوز أن يشعر أيّ لبنانيٍّ بأنّه مكسور أو مستهدَف، بل علينا أن نقف إلى جانب بعضنا البعض لنذهب نحو بناء الدولة وترميم النفوس.
وmtv باقية وشاهدة على الحقيقة والحريّة، وعلى لبنان الأعلى من طوائفنا وأحزابنا وزعمائنا…
وهي ستبقى تقاوم على طريق… الدولة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك