سيطرت حالة من الحزن والصدمة على الوسط الفني، إثر مصرع الفنان المصري القدير أشرف عبد الغفور في حادث سير، عن عمر ناهز 81 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً حافلاً تجاوز 283 عملاً بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، حيث كان نجماً في المسلسلات التاريخية والدينية، لبراعته وتميزه في النطق بالعربية الفصحى.
وبكلمات مؤثرة عبّر عدد كبير من نجوم الفن المصري والعربي والخليجي، عن حزنهم برسائل نعي عبر منصات التواصل الاجتماعي لوداع الراحل، فتحولت منصة "إكس" إلى دفتر عزاء ومواساة لنجلته الفنانة ريهام عبد الغفور، متمنين الشفاء العاجل لوالدتها، التي كانت برفقة الراحل، أثناء توجههما لمنزل ابنتهما.
وتنتظر النيابة العامة تعافي والدة ريهام (70 عاماً)، المحتجزة في العناية المركزة، والمصابة بكسور متفرقة وكدمات بالجسم للإدلاء بأقوالها، عقب إلقاء القبض على السائق المتسبب في الحادث، الذي وقع مساء الأحد، على طريق مصر إسكندرية الصحراوي في الشيخ زايد، حيث يجري التحقيق معه، وإحالته للنيابة العامة بتهمتي القتل والإصابة الخطأ، وهو فنان تشكيلي (33 عاماً) مقيم في مدينة السادس من أكتوبر، فيما لم يتم إخطار أرملة الفقيد بوفاة زوجها، حتى الاطمئنان على حالتها الصحية.
وانهارت ريهام أمام المشرحة بانتظار إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان والدها قبل تشييع جثمانه، وكان برفقتها عدد من النجوم، من بينهم دينا الشربيني، وحنان مطاوع، وسوسن بدر، ومحمد رياض، وزوجته رانيا محمود ياسين، وإيمان العاصي وأشرف زكي، وإيهاب فهمي، وسلوى محمد علي، وأحمد سلامة، وغيرهم.
وتتم صلاة الجنازة على جثمان الفنان القدير، اليوم الإثنين، في مسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد، عقب أداء صلاة الظهر، وسيتم دفن الجثمان في مقابر العائلة.
وكانت الفنانة شيريهان أول المعزين عبر السوشال ميديا، فكتبت: "إنا لله وإنا إليه راجعون... قيمة وقامة إنسانية وفنية كبيرة... الفنان المحترم أشرف عبدالغفور... أتقدم بخالص العزاء أولاً إلى قرة عين والدها المغفور له بإذن الله الفنانة الرائعة غاليتي ريهام عبدالغفور وإلى جميع أفراد أسرتة الكريمة وجميع زملائه وأصدقائه وأحبائه... داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان".
ونعاه الفنان الإماراتي، الدكتور حبيب غلوم، فكتب: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... تعازينا القلبية لعائلته الكريمة وللأسرة الفنية في مصر".
"الله يرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم أهله الصبر والسلون"، بهذه الكلمات ودعت الفنانة المصرية ياسمين صبري الراحل، الذي شارك في 25 فيلماً سينمائياً و150 عملاً درامياً، وشغل منصب نقيب المهن التمثيلية في الفترة من 2012 حتى 2015، فيما كتبت يسرا رسالة تعزية ومواساة لريهام، قائلة: "حبيبة قلبي ريهام ربنا يصبرك ويربط على قلبك في هذا المصاب الأليم"
وعبرت غادة عبد الرازق عن صدمتها، فكتبت منشوراً طويلاً عبر حسابها على "إنستغرام"، واصفة الراحل أشرف عبد الغفور بالأستاذ والفنان المحترم، صاحب الصفات الجميلة، متمنية أن يلهم نجلته الفنان ريهام عبد الغفور وأهله الصبر والسلوان.
"قامة فنية وقيمة إنسانية كبيرة"، "أحد أعمدة الفن المصري"، "صاحب الأدوار العظيمة"، و"الفنان الخلوق الملتزم".. بهذه الكلمات، نعاه كل من نبيل الحلفاوي، وأحمد السقا، ومحمد هنيدي، وعصام السقا، ومي سليم، وهاني شاكر.
"السيرة العطرة الجميلة ستظل أطول من العمر"، بهذه الكلمات عبر الفنان صلاح عبدالله عن حزنه، واصفاً إياه "أستاذ الأساتذة وأروع إنسان".
وكذلك نعاه هاني رمزي، ويوسف الشريف، وأمير كرارة، وخالد النبوي، وروجينا، ومي كساب، وكريم عبدالعزيز، وسيمون، وفيدرا، وعمرو عبدالجليل، وريم مصطفى، والسيناريست المصري عبدالرحيم كمال، والفنانة التونسية درة، والفنانة السورية كندة علوش، والفنانة التونسية لطيفة، والفنان الأردني إياد نصار.
"ظاهرة فنية وفنان لا يتكرر"، "أغرق الشاشة بفن راق لسنوات طويلة"، بهذه الكلمات نعاه عدد من الإعلاميين المصريين، أبرزهم عمرو أديب، وخيري رمضان، وتامر أمين، وعمر الليثي، ومحمود سعد، ووفاء الكيلاني، وأسما إبراهيم.
قضى الفنان الراحل أشرف عبدالغفور، المولود عام 1942 في المحلة الكبرى، أكثر من 60 عاماً في رحاب الفن، متخصصاً في عروض المسرح القومي الكلاسيكي، وبارعاً في الدارما التاريخية والدينية، مستفيداً من إتقانه البالغ للنطق باللغة العربية الفصحى، وتجسيد الشخصيات التاريخية، فشارك في 150 عملاً درامياً، من بينهم 100 عمل تاريخي وديني، أهمها "الليث بن سعد"، و"الإمام النسائي"، و"هارون الرشيد"، وكذلك "الإمام مالك"، و"الإمام البخاري"، و"القضاء في الإسلام"، و"محمد رسول الله"، و"الأزهر الشريف منارة الإسلام"، و"موسى بن نصير"، و"الطريق إلى سمرقند"، و"جمال الدين الأفغاني"، و"أئمة الهدى"، و"عظماء في التاريخ".
ومن الأعمال الدرامية الاجتماعية في مسيرة عبد الغفور، "القاهرة والناس"، وحضرة المتهم أبي"، و"زيزينيا"، و"شيخ العرب همام"، و"جبل الحلال"، يتربى في عزو"، و"الرحايا"، و"دعاء الماضي"، وفارس بلا جواد"، وزهرة الجبل"، وحسابي مع الأيام، وكانت آخر أعمال عبد الغفور مسلسل "رشيد"، برفقة نجلته ريهام وعرض في رمضان 2023.
كما شارك عبد الغفور في عروض أوبريتات الليلة المحمدية، وحلقات برنامج أسماء الله الحسنى، فضلاً عن الأداء الصوتي لعدد من الكتب ضمن سلسلة "الكتاب المسموع".
كما تم تكريم الراحل أشرف عبد الغفور مرات عدة، أبرزها تكريم من المهرجان القومي للمسرح المصري، وجائزة أفضل ممثل من المهرجان القومي للمسرح عن دوره في مسرحية المحاكم.
ومن أبرز الأعمال السينمائية التي كان لأشرف عبدالغفور بصمة فيها، "القاهرة 30"، و"قصر الشوق"، و"المراهقة الصغيرة" 1966، و"بيت الطالبات" 1967، و"حب وخيانة" 1968، "3 وجوه للحب"، و"الشيطان" 1969، "فرقة المرح"، و"لسنا ملائكة" 1970، "بريء في المشنقة"، "رجال في المصيدة"، "بلا رحمة" 1971، و"دعوة للحياة"، و"الغضب"، و"من البيت للمدرسة" 1972، و"شمس وضباب"، و"ذات الوجهين"، و"صوت الحب"، و"الحب والصمت" 1973، و"الشوارع الخلفية" 1974، و"جنون الشباب"، و"لا شيء يهم " 1975، و"الرسالة" 1976)، و"حلوة يا دنيا الحب" 1977.
أما في المسرح فكان أيقونته، اعتباراً من أن انطلاقته الفنية كانت من خلال المسرح في عام 1962، من خلال مسرحية "جلفدان هانم"، تلاها مسرحيات "سليمان الحلبي" و"ثلاث ليال" و"موتى بلا قبور"، و"مصرع جيفارا"، و"وطني عكا"، و"النار والزيتون"، وآخر مسرحياته" "الملك لير" 2008، مع النجم يحيى الفخراني، عن رواية الأديب العالمي شكسبير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك