أثار مقال الكاتب أحمد الصراف الذي حمل عنوان "أيّها المسيحيّون اخرجوا من أوطاننا" اهتماماً كبيراً في لبنان وخارجه، خصوصاً أنّه أتى بالتزامن مع ما يعاني منه المسيحيّون في هذا الشرق، وخصوصاً في العراق.
اختار موقع mtv الالكتروني، ومن أجل مزيدٍ من إلقاء الضوء على المقال، أن يجري هذا الحوار الخاص مع كاتب المقال الذي تحدث فيه عن خلفيّات ما كتب...
بدايةً، ما تعليقك على الاهتمام الذي لقيه مقالك "اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا" في لبنان؟
المقال لم يجد صداه الطيب في لبنان فقط بل وصل للامريكيتين واستراليا وجميع الدول العربية وأوروبا الغربية. كما وردتني مئات رسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الالكترونية والمكالمات الهاتفية وغيرها. وسبب هذا الانتشار لم يكن لأن المقال مميز، فأنا لست بالكاتب المحترف ولا بالكبير، بل وجد المقال كل هذا الصدى بسبب الظروف الغريبة وغير المسبوقة في التاريخ الحديث التي تمر بها المنطقة، علما بأنها سبق وأن مرت بما يماثلها قبل مئات السنين. وبالتالي الفضل، إن جازت الكلمة، في انتشار المقال يعود اساسا لجرائم التنظيمات المتطرفة وسوء أخلاقياتها في التعامل مع غير المسلمين، وحتى مع غير المتفقين معها في المذهب. فالظروف هي التي فرضت انتشار المقال، وليس فقط مضمون المقال بحدّ ذاته.
ما الذي دفعك الى كتابة هذا المقال، خصوصاً في هذا التوقيت؟
لولا التوقيت لما كتبت المقال، ولو أن لي عشرات المقالات السابقة على هذا المقال والتي تصب جميعها تقريبا في الاتجاه نفسه، اي الدفاع عن حقوق الأقليات المسيحية والدعوة للحفاظ على التنوع الديني في مجتمعاتنا، فالمسيحيون بالذات هم كالزهور بيننا وكثيرون منهم مصادر إبداع في حياتنا ولو لم يكن لبنان بتشكيلته الاثنية والدينية المميزة لما كان بكل هذا التأثير الثقافي والتعليمي والطبي والفني الجميل. فالتوقيت هو الذي فرض عليّ التجاوب مع الأحداث وكتابة ما كتبت بعد أن رأيت ان فئة منا لا تكتفي بإبداء رغبتها في الانتحار، وهذا ربما من حقها، بل تود أن تدفعنا جميعا لأن ننتحر معها، وهذه سابقة عالمية فريدة، وهنا مكمن الخطر. فأنا كتبت ليس فقط دفاعا عن أهلي واصحابي المسيحيين وغير المسيحيين بل وعن وجودي ككل.
لقي المقال ردود فعل إيجابيّة كثيرة في لبنان، فماذا عن ردود الفعل خارجه، وخصوصاً من المسلمين؟
لقي المقال ردود فعل متفاوتة في كل بلد عربي يضمّ مسيحيين وفي كل مهجر يضمّ عرباً مسيحيين. ولم يلق أي إلتفاتة تقريبا من السعودية والكويت أو الإمارات، إما عن جهل أو عدم إدراك بحقيقة الخطر الذي ينتظرنا جميعا إن سكتنا عما يتعرض له المسيحيون في العراق اليوم. ولو تكلمنا بما يكفي يوم تعرض المسيحيون في مصر مثلا للاضطهاد لما وصل الحال لما هو عليه الآن. وإن استمر سكوتنا فإن هذا سيزيد من سعار الطرف المعتدي وستزداد شهيته للقتل والتنكيل والتدمير بما يعاديهم.
هل تلقّيت عتباً على المقال لجهة أن يصدر مثل هذا الكلام عن كاتب مسلم؟
نعم وردني الكثير من العتب، ولكن أما أنه كان عتابا لا وزن له أو مضمون أو أنه صدر ممّن لا يستحق الإلتفات والرد على عنصريته.
هل حثّك الاهتمام الشعبي بالمقال على كتابة المزيد عن المسيحيّين في العالم العربي؟
لا أحتاج لأزيد من اهتمامي بالمسيحيين ما لقيه مقال كتبته أو أكثر، فهم منا وفينا، ونحن من اعتدى عليهم وليس العكس وظلمهم، وليس العكس.
بكلماتٍ قليلة، ما هي رسالتك الى المسيحيّين الذين يخشون اليوم على وجودهم في العالم العربي؟
هذا هو سؤال المليار دولار؟ أقول ملياراً بعد تضخم اسعار كل شيء. فلو أعرف الجواب لاستكثرت الخير!
إن قلت تمسكوا بأرضكم وأعمالكم وقراكم وضيعكم ولا تتركونا، وبقيتم وحصل لكم ما حصل لمسيحييي سوريا والعراق وغيرها فما الذي سيكون عليه موقفي؟
وإن نصحتكم بأن تتركوا أرض آبائكم واجدادكم ومزارعكم وبساتين دراقكم، وشجرات زيتونكم فكيف اكون منسجما مع مجتمعي وأهلي وإيماني بالسلام والمحبة؟
الجواب لا أعلم، ولا أعتقد أن أحدا يمتلك جوابا شافيا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك