تحتفل "مجموعة فرعون" بمرور 150 عاما على إنشائها في بيروت، حيث يدشن الوزير السابق ميشال فرعون ومجموعة شركات الأسرة والشركاء، في المناسبة المقعد العام الفني "فرعون 150"، المقدّم من المجموعة الى مدينة بيروت والمصمم للمناسبة من أنستازيا نيستن وذلك في السادسة والنصف من مساء السبت 28 الجاري في ساحة النجمة، يلي التدشين حفل كوكتيل وعشاء، إضافة الى برنامج منوّع.
وللمناسبة وزعت المجموعة الآتي:
"ليس من السهل أن تحتفل عائلة لبنانيّة بمرور 150 عاماً على انطلاق أنشطتها التجاريّة. وأن تكون لهذه العائلة، في الوقت عينه، بصمات كثيرة على محطات من تاريخ لبنان، عبر مواقع عامّة تولّتها وعبر الخدمة العامّة التي اشتهرت بها.
تأسّست مجموعة فرعون التجاريّة في العام 1868، وهي تحتفل بـ 150 عاماً من العمل في لبنان ودولياً. للاحتفال بهذه المناسبة، أطلقت المجموعة مسابقة فنيّة لابتكار مقعدٍ عامّ فنّي ستقدّمه إلى مدينة بيروت خلال احتفالٍ سيقام يوم السبت في ساحة النجمة، بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري وحشد سياسي كبير. كذلك، ستوزع عائلة فرعون أيضاً كتاباً يعرض تاريخ العائلة والمجموعة، منذ إنشائها وحتّى يومنا هذا. وهي طريقة تكرّم من خلالها مؤسّسي إحدى أقدم المجموعات التجاريّة في البلاد والمنطقة.
يقول الوزير السابق ورئيس "مجموعة فرعون" القابضة ميشال فرعون: "تأثّرت إلى حدٍّ كبير وأنا أغوص في تاريخ العائلة واكتشف تفاصيل جديدة عنها. كانت رحلة زمنيّة حقيقيّة إلى الماضي، وأتاح لنا ذلك التعرّف على تاريخ بيروت، وهي قصّة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجغرافيا السياسيّة. إلا أنّ مؤسّسي المجموعة السابقين المتتالين على مرّ السنين كانوا يتمتّعون بروح المبادرة. لقد آمنوا بالبلاد".
تولّى ميشال فرعون قيادة المجموعة بعد وفاة والده، الوزير السابق بيار فرعون، في العام 1999. هذه العائلة المنخرطة جداً في الحياة العامة، برزت منها شخصيّات عدّة، منها الوزير السابق هنري فرعون، صاحب الدور المؤثّر في استقلال لبنان العام 1943.
بيروت... حيث بدأ كل شيء
سيتمّ الاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس المجموعة في احتفالٍ ضخم في ساحة النجمة، من حيث انطلقت المجموعة بمحاذاة المبنى الذي كان يقع فيه مصرف "فرعون وشيحا".
وكانت "مجموعة فرعون" أطلقت، بالتعاون مع بلدية بيروت و"سوليدير"، مبادرة لدعوة المبدعين اللبنانيّين الشباب للتفكير في الأماكن العامّة من خلال تصميم وتنفيذ قطعة فنيّة فريدة ألا وهي مقعدٌ يرمز للحوار بين المواطنين والتلاقي في قلب المدينة.
وفازت الفنانة أناستازيا نيستين بالمسابقة، وقد تمّ تكليفها بإنشاء مقعد فنّي عام مستوحى من تاريخ "مجموعة فرعون". هذا المقعد، سيتمّ الكشف عنه يوم السبت، وهو مُستوحى من روح المبادرة لشركة عائليّة تمكّنت، على مدى 150 عاماً، من تعزيز النشاط الصناعي والاقتصادي في لبنان، وتكريماً لرواد "مجموعة فرعون" الذين أسّسوا، من خلال صناعة الحرير وتجارته، شركات نشطت في لبنان والمنطقة، في مجالات المال والتجارة والنقل البحري والتأمين. وقد تنوّعت نشاطات هذه المجموعة في ما بعد لتشمل أيضا المنتجات الصيدلانيّة والكيميائيّة والزراعيّة، لتشتهر بعد ذلك بشغفها بالخيول العربيّة ومساهماتها في الشأن العام والمجتمعي.
يقول ميشال فرعون: "نجحت المجموعة التي أسّسها ميخائيل وروفائيل فرعون في بيروت، بالاستمرار بفضل الديناميكيّة التي أظهرها المؤسّسون وأولادهم فضلاً عن صلابتهم خلال الأزمات في البلاد والمنطقة. لذلك يرتبط تاريخ المجموعة بتاريخ بيروت ولبنان والاضطرابات الجيوسياسيّة التي واجهتها المنطقة".
من لبنان إلى دول الخليج عبر فلسطين
في أواخر القرن التاسع عشر، أٌنشأت الشركة مؤسسة تجارية مزدهرة للسلع المصنّعة والشرانق والحرير في لبنان وسوريا. ونجحت أيضاً في ذلك الوقت في إقامة علاقات تجاريّة مع فرنسا وإيطاليا بشكل أساس. وبهدف تأمين تمويل صناعة الحرير وتجارته، أسّس ميخائيل وروفائيل فرعون أيضًا عام 1876، بالتعاون مع عدد من الشركاء، شركة ماليّة كبرى لتصبح بعد سنوات قليلة، وتحديداً عام 1882، أقدم مصرف خاص في بيروت هو "بنك فرعون وشيحا"، والذي بقي حتى عشية اندلاع الحرب الأهليّة اللبنانيّة عام 1975، من أكبر مالكي العقارات في لبنان.
في أوائل القرن العشرين، وسّعت الشركة التي اصبحت "ر. فرعون وابنائه" نطاق نشاطاتها في مجالَي استيراد الفحم والنقل البحري على امتداد ساحل "محافظة بيروت" الذي كان يصل آنذاك الى اللاذقية في الشمال، ونابلس في الجنوب وبذلك، ساهمت الشركة في تطوير مرفأ بيروت الذي شاركت في إدارته على مدى قرن. إلا أنّ هذه النشاطات تراجعت بعد اندلاع الحرب العالميّة الأولى وتسبّبت بخسائر كبيرة للمجموعة. ولكن ما أن انتهت الحرب، أسّست عائلة فرعون شركة نقل في فلسطين وشاركت في إنشاء ميناء حيفا. غير أنّ المجموعة أُجبرت بعد ذلك على مغادرة فلسطين والعراق في العام 1946. واستثمرت في مصر وعزّزت نشاطها التجاري مجدّداً في لبنان وسوريا، في مجالات التأمين والوكالات البحريّة، واستيراد المنتجات الصيدلانيّة وتوزيع غاز البوتان الذي حلّ تدريجيّاً محل الكيروسين في المطابخ.
كذلك، تعرّضت المجموعة لنكسة أخرى في أواخر الخمسينيّات مع تأميم الشركات الخاصّة في مصر وسوريا. عندها قامت مجموعة فرعون بتكثيف نشاطاتها في لبنان، حيث كان البلد في عزّ ازدهارٍ اقتصادي في ذلك الوقت. بعد إغلاق قناة السويس في العام 1967، قرّرت المجموعة العمل مع دول الخليج الناشئة. ثمّ واصلت نشاطاتها في لبنان طوال الحرب الأهليّة من خلال مكاتب تقع في باريس وقبرص.
وفي نهاية الحرب اللبنانيّة، أعادت العائلة فتح مكاتبها في بيروت حيث واصلت عملها منذ ذلك الحين. اليوم، تواصل "مجموعة فرعون" نشاطاتها في مجال التجارة وتوزيع الأدويّة في الكثير من البلدان من خلال مجموعة Pharaon Healthcare التي تأسّست في الأربعينات. وكانت بدأت بأنشطة التأمين للمجموعة وتوسّعت في الكثير من البلدان في الشرق الأوسط وأفريقيا تحت راية Libano-Suisse.
كذلك في المجال الطبي، مع Globemed التي تقدّم التغطية الصحيّة لملايين من الناس في المنطقة، وتضمّ أكثر من 2000 موظّف موزّعين على 14 دولة حول العالم.
هي حكاية عائلة تشكّل جزءاً من تاريخ لبنان، بنجاحاته وإخفاقاته، بحروبه وفترات الازدهار فيه. حكاية لن تنتهي مع الاحتفال بمئةٍ وخمسين عاماً، بل هي محطة لانطلاقة جديدة، لسنواتٍ كثيرة أخرى".
من جهة ثانية يدشن الوزير السابق ميشال فرعون ومجموعة شركات الأسرة والشركاء، احتفالا بالعيد الـ150 المقعد العام الفني "فرعون 150"، المقدّم من المجموعة الى مدينة بيروت والمصمم للمناسبة من أنستازيا نيستن في ساحة النجمة في السادسة والنصف مساء السبت 28 الجاري. يلي التدشين حفل كوكتيل وعشاء، إضافة الى برنامج منوّع.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك