لم تكد تمرّ ساعات على الإعلان في مؤتمر صحافي مشترك بين وزيرَي الدفاع والسياحة عن مهرجان سيقام في ساحة الشهداء يوم الخميس المقبل، احتفالاً بالنصر الذي حقّقه الجيش اللبناني، حتى أعلن وزير السياحة، عبر mtv، عن تأجيل المهرجان "لأسباب لوجستيّة".
إلا أنّ مصادر مطلعة على هذا الموضوع أكّدت لموقعنا أن "الأسباب اللوجستيّة" هي مجرّد حجّة للإعلان عن التأجيل، في حين أنّ المهرجان ألغي على الرغم من أنّ الاستعدادات له بلغت مرحلة متقدّمة جدّاً.
وأشارت المصادر الى أنّ شركة "آيس"، التي أوكل إليها جزءٌ كبير من التنظيم، أنجزت مع الشركات التي تتعامل معها مجاناً التحضيرات، وهي كانت على استعدادٍ تام للمهرجان، وقد فوجئ القيّمون عليها أمس باتصال من الوزير أفيديس كيدانيان يبلغهم فيه بالتأجيل وبضرورة المباشرة فوراً بإزالة المسرح الذي كان منجزاً.
وذكرت المصادر أنّ السبب الرئيس لإلغاء المهرجان، وليس التأجيل كما هو معلن، تحذيرات أمنيّة من إقامته بسبب صعوبة ضبط الموقع أمنيّاً، خصوصاً أنّ رئيس الجمهوريّة ورئيسَي مجلس النواب والحكومة كانوا في طليعة الحاضرين.
وأضافت: "جاء القرار بالإلغاء من القصر الجمهوري وبناءً على معلومات أمنيّة، خصوصاً أنّ من بقي من خلايا إرهابيّة نائمة في لبنان قد تستغلّ مثل هذه المناسبة الاحتفاليّة للانتقام من الجيش ومن المحتفلين، رسميّين وشعبيّين"، علماً أنّ "المصادر نفسها شدّدت على عدم وجوب الهلع من الأسباب الأمنيّة التي أدّت الى خيار التأجيل.
وتجدر الإشارة الى أنّ مجلس بلديّة بيروت كان دعا الى اجتماع استثنائي أمس لبحث طلب وزير السياحة دفع مبلغ مئة ألف دولار أميركي كمساهمة في المهرجان، وهو ما تردّد حياله رئيس المجلس البلدي جمال عيتاني وعدد من الأعضاء، بسبب عدم وجود غطاء قانوني لهذه المساهمة، ما أدّى الى تطيير النصاب.
ولكن، بعيداً عن قرار التأجيل، أو الإلغاء، وحجّة الأسباب اللوجستيّة والهاجس الأمني، قد يحقّ لنا أن نسأل عن الجدوى من إقامة مثل هذا المهرجان الذي كان يشكّل باباً إضافيّا للهدر، وكان الأجدى بما كان سيُدفع للتنظيم أن يتحوّل الى مساعدة ماليّة لأهالي الشهداء.
هؤلاء أَولى من مهرجانات الخطابات الرنّانة والأغنيات التمجيديّة، وربما الاستغلال السياسي. شبعنا استغلالاً سياسيّاً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك