من يعرف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يعرف جيّداً موقع بناته في حياته. ثمّة من يقول إنّ "الجنرال"، وهو اللقب الأحبّ ولو بات العماد رئيساً، يملك ضعفاً تجاههنّ قد يبلغ مرتبة العقدة، بعد ما عانته البنات الثلاث تحت القصف في قصر بعبدا، وفي مرحلة النفي التي استمرّت عقداً ونصف.
مع وصول ميشال عون الى بعبدا، لم تتّجه بناته الثلاث الى ما يمكن أن يشكّل مغانم الرئاسة، والأمثلة كثيرة عن أبناء بعض الرؤساء السابقين. بل انصرفن ليشكّلن فريق عمل في خدمة الرئيس والرئاسة والسيّدة الأولى. تقوم البنات الثلاث ميراي وكلودين وشانتال بأدوار كثيرة غير منظورة. هم قلب الرئيس الذي يشغّل عقله بأكثر من ملف، ويترك الاعتناء بالكثير من المواضيع والنشاطات لكلودين، زوجة العميد شامل روكز.
أما ميراي فهي اليد اليمنى التي يعتمد عليها في القصر الجمهوري، وهذه المرة الأولى في تاريخ الرئاسة اللبنانيّة التي تتولّى فيها ابنة رئيس الجمهوريّة مسؤوليّة في القصر الجمهوري.
تحضر ميراي معظم الاجتماعات. تقدّم النصح لوالدها. تذكّره حين ينسى، وتسجّل ملاحظة لاستخدامها حين يلزم.
في حين أنّ شانتال تؤدّي دور المساند عند الحاجة إليها، بالإضافة الى مسؤوليّاتها البترونيّة والزوجيّة ومساعدتها لزوجها الوزير جبران باسيل، سند ظهر الرئيس وخليفته في رئاسة التيّار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح.
يبدو العهد الرئاسي محصّناً عائليّاً إذاً. صهرٌ في الوزارة ويملك مكتباً في قصر الرئاسة وسيترشّح الى الانتخابات النيابيّة. وصهرٌ ينتطر اللحظة، وقد تكون الانتخابات النيابيّة المقبلة انطلاقة لممارسة الدور السياسي المباشر. وصهرٌ ثالث يدير محطة تلفزيونيّة وينأى بنفسه عن السياسة.
ومع الأصهرة الثلاثة، تشكّل البنات الثلاث "قوّة ضاربة" خفيّة، تزرع الأمل بعهدٍ جميل. يكفي أن تسمع بنات ميشال عون لينقلن الى سامعهنّ التفاؤل بالآتي من سنوات هذا العهد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك