أطلقت مؤسسة "إيناس أبو عياش الخيرية"، برعاية وزير العدل سليم جريصاتي، خلال احتفال أقامته في قاعة "كمال جنبلاط" بكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية - الفرع الأول، في مدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية في الحدت، للمرة الأولى، جائزة "إيناس أبو عياش في مجال الحقوق" IAAF Awards في كليات الحقوق بالجامعة اللبنانية لتحفيز الطلاب على إدخال تعديلات على قوانين تمس قضايا الناس.
حضر الاحتفال وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الدكتور كميل حبيب، القاضي الدكتور مروان كركبي، والمحامي محمد مطر.
وألقى جريصاتي كلمة قال فيها متوجها إلى الطلاب: "أنتم المستقبل وبكم سأبدأ، أنتم النواة التي نأمل بها ونعول عليها من أجل بناء الدولة القادرة والقوية في كل المجالات والميادين، فمن دونكم ومن دون جهودكم لا يمكن للبنان أن يقوم ولا يمكن للبنان أن يتقدم ويتطور، لأن تطور المجتمعات والشعوب يقاس بما تقدمه لأنفسها وأوطانها والحضارة الإنسانية من إبداعات وإنجازات وخدمات تساهم في ارتقاء الإنسان إلى القمة في سلم القيم المجتمعية".
أضاف: "من أجل ضمان استمرار الإبداع وتجدده، لا بد من تكريم المبدعين والمميَّزين في كل المجالات والقطاعات من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن، ذلك أن التكريم يدفع إلى التميز والتفوق، ويحفز إيجابيا البذل والعطاء، وهو دعوة صادقة لاستمرار الجهد ومراكمة الإنجاز. إن التكريم هو في الحقيقة تعبير عن وفاء المؤسسة التي تبادر إليه نحو مبدعي الوطن ومنجزيه، وهو يتضمن رسالة مباشرة لأولئك المكرمين عنوانها التقدير والإحترام والفخر بإبداعاتهم وإنجازاتهم".
وتابع: "من هنا، أتوجه إلى مؤسسة السيدة إيناس أبو عياش بالشكر الجزيل، أولا لأنها أخذت المبادرة وخصصت جائزة مالية لمبدع من بلادي تحفزه على الاستمرار في الإبداع وتحفز زملاءه على حذو حذوه، وثانيا لأنها بهذه المبادرة ترسي ثقافة التكريم في بلادنا كسلوك بحاجة الى أن يتجذر في فكرنا ومزاجنا وممارستنا، لا لشيء إلا لأن الإنسان مفطور على التقدم إن أراد أن يعيش إنسانيته، وإن مؤشرات التقدم إنما يجدها في تقدير الغير لما يقوم به، من دون تزلف أو محاباة أو مجاملة أو منة".
وأردف: "لعلي عندما أقف بينكم اليوم، أسترجع ذكريات زمن ولى عندما كنت طالبا في الجامعة. واليوم، أقف بينكم لأكون شاهدا على إبداعكم وتفوقكم، ولأساهم، ولو مساهمة بسيطة، في بناء قدراتكم وتحقيق أحلى أحلامكم. لن أتدخل في ما لا يدخل في إختصاصي، وأعني الجائزة المخصصة لأحد المشاريع المبدعة. ويؤلمني حقا أن أمتنع عن الكلام عن المادة البحثية المطروحة على بساط المنافسة بين الطلاب، تاركا ذلك لتقدير الجامعة وأركانها، إلا أني أشير إلى أن النصوص قد تكون في واد، والواقع في واد آخر، في ضوء التطور التكنولوجي والعلمي والرقمي الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة، وفي عصر العولمة هذا".
وختم الوزير جريصاتي: "أتمنى لكم فردا فردا النجاح واستمرار التألق والإبداع، وأقول للذين لم يحالفهم الحظ، إنها معركة واحدة ومعارك الحياة كثيرة ولا تتوقف، فلا تتوقفوا ولا تيأسوا، بل استمروا في العمل من أجل المزيد من الإبداع لرفع اسم لبنان عاليا في العالم. وأخيرا قول للامام علي كرم الله وجهه: "ليس اليتيم الذي قد مات والده، بل اليتيم يتيم العلم والحسب"، فتسلحوا بالعلم والحق الذي يحرركم من كل عتق، واتركوا لاتفاق المنى والقدر أن يرسم طريقكم الزاهية في الحياة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك