لا شك في أن أنظارا انتخابية كثيرة ستتجه إلى عاصمة الكثلكة زحلة، حيث من المفترض أن تكون صناديق الاقتراع ساحة منازلات شرسة تخوضها الأحزاب المسيحية الكبرى، أي التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والطاشناق. غير أن عاملا مهما يدخل أيضا في الصراع الانتخابي الذي ستشهده المدينة، خصوصا أن المعركة تشمل أيضا تيار المستقبل والثنائي الشيعي وعددا من المستقلين كرئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف والنائب نقولا فتوش.
وفي هذا الإطار، تلفت مصادر متابعة للحراك الانتخابي في عروس البقاع عبر "المركزية" إلى أن إذا كانت زحلة تسمى عاصمة الكثلكة، فإن الحضور السني الكثيف فيها يجعل تيار المستقبل وخياراته عاملا مقررا لمسار العملية الانتخابية والنتائج التي ستنتهي إليها لمعرفة هوية شاغلي المقاعد السبعة الموزعة على الشكل الآتي: 2 روم كاثوليك، 1 روم أرثوذكس، 1 ماروني، 1 سني، 1 شيعي، 1 أرمن أرثوذكس.
وتلفت المصادر إلى أن نجاح التيار الوطني الحر في إنجاز تحالف انتخابي مع شريكه الأساسي في الحكم، في مدينة زحلة يرفع بشكل كبير حظوظ اللائحة التي ألفها الطرفان في نيل الحاصل الانتخابي (الذي يقارب الـ 15 ألف صوت)، والدخول في المنافسات لكسب الأصوات التفضيلية والدخول إلى المجلس النيابي الجديد. ولا تغيب عن بال المصادر الإشارة إلى أهمية انضمام حزب الطاشناق إلى "حلف التيارين"، لما لذلك من أهمية في رسم اتجاهات الصوت الأرمني الذي يعتبر هو الآخر مرجحا.
وكما في معسكر الموالاة، كذلك على ضفة المعارضة. ذلك أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل تمكن من التحالف مع القوات اللبنانية التي يلتقي معها على معارضة الأداء الحكومي، في عدد من الملفات لا سيما منها الكهرباء.
على أن الأهم يبقى في التقاء الحليفين التقليديين على الرمزية التي يتمتع بها الرئيس الشهيد بشير الجميل في ذاكرتيهما الجماعية، خصوصا أن زحلة شهدت واحدة من أهم المعارك التي خاضها الرئيس الشهيد خلال نضاله العسكري والسياسي. ولكن، إذا كان التقارب الكتائبي- القواتي قد دفع البعض إلى التفاؤل بالنتائج التي ستحققها لائحة هذا التحالف في 6 أيار، فإن بعضا آخر يلفت إلى أن افتقار هذا التحالف إلى حلفاء "اقوياء" من السنة والشيعة يضعف فرص الفوز، أو على الأقل تحقيق المكاسب التي تطمح إليها الصيفي ومعراب.
في المقابل، كسب النائب نقولا فتوش تأييد الثنائي الشيعي، كما تمكنت ميريام سكاف من تشكيل لائحة تدخل بها حلبة المنافسة الزحلية، وإن كان بعض المتشائمين يطلقون توقعات تفيد بأن سكاف ستفوز بحاصل انتخابي واحد يقودها وحيدة إلى مجلس النواب، فيما يرجح مراقبون أن تفشل لائحة المجتمع المدني في تحقيق الخرق الذي تعمل له.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك