حذّر وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، من أن التطورات العسكرية الأخيرة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل قد تطيح بالانتخابات البرلمانية، وأن هذه المخاوف تثبت أكثر من أي وقت مضى الحاجة لاستراتيجية دفاعية عسكرية لبنانية، تحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية.
وقال فرعون في حديث لـ"الشرق الأوسط"، إن "التطورات الأخيرة في الجنوب، سواء عبر بناء إسرائيل للجدار الفاصل، أو تهديدها البلوك النفطي رقم 9 الموجود في المياه اللبنانية، ليست أول اعتداء أو تهديد إسرائيلي، إنما (التطور الأخير) يأتي كفصل من فصول الجرائم الإسرائيلية”. وشدد على أن "آليات الحلّ بما خصّ هذين الموضوعين، واضحة بالنسبة للدولة اللبنانية، وحتى للمجتمع الدولي، وهو ما استدعى تدخلاً أميركياً، تمثّل بزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد إلى بيروت الأسبوع الماضي، ووصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون المرتقب يوم الخميس المقبل"، لافتاً إلى أن "المجتمع الدولي لديه اهتمام كبير بالاستقرار اللبناني، وحرص تام على عدم المساس بالسيادة اللبنانية، وهناك تطمينات أميركية واضحة بهذا الخصوص".
ولم يخف فرعون خطورة ما حصل في سوريا في الأيام الأخيرة، وقال: "هذه التطورات تهدد بمواجهة واسعة أو محدودة، قد لا تقتصر على الأراضي السورية، وهناك هاجس حقيقي بأن تمتد إلى داخل الحدود اللبنانية". وأضاف: "من هنا تأتي مطالبتنا الدائمة باعتماد استراتيجية دفاعية واضحة، تعطي الحكومة اللبنانية القرار باتخاذ قرار الحرب والسلم". ورأى أنه "طالما أن الاستراتيجية الدفاعية غائبة أو مغيبة، فستكون هناك قوى خارج الدولة مثل "حزب الله" تستنفر مقاتليها لتكون جزءاً من المواجهة القادمة، وهذا ما يرفع منسوب القلق الداخلي"، مؤكداً أنه "في غياب الاستراتيجية الدفاعية العسكرية للدولة، لا أحد يعرف كيف تتطور الأمور على الأرض".
وكشف وزير الدولة لشؤون التخطيط، أنه "كلّما بلغ النقاش مرحلة متقدمة على صعيد الوصول إلى اتفاق معيّن، يصطدم بحالات سياسية، تعيد الأمور إلى المربّع الأول".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك