تُظهر المؤشّرات الأوليّة أنّ الانتخابات النيابيّة المقبلة ستشهد تكراراً للمواجهة بين رئيس اتحاد بلديّات كسروان ورئيس بلديّة جونية جوان حبيش ورئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار نعمة افرام التي شهدتها الانتخابات البلديّة الأخيرة، خصوصاً إذا لم يكن افرام مرشّحاً على اللائحة المدعومة من التيّار الوطني الحر.
ومن المعروف أنّ حبيش في طليعة داعمي العميد المتقاعد شامل روكز، وهو لن يتوانى عن تأمين مختلف مستلزمات الفوز له، خصوصاً ضمن نطاق بلديّة جونية أو عبر علاقاته بعدد من رؤساء البلديّات و"المفاتيح" الانتخابيّة. ومن المؤكّد أنّ حبيش يفضّل عدم تحالف روكز مع افرام في الانتخابات النيابيّة المقبلة، علماً أنّ قنوات الاتصال ليست مقطوعة بين الأخيرين، كما أنّ افرام يبقي على خطوط التواصل بينه وبين عديله الوزير السابق فريد هيكل الخازن والكتائب اللبنانيّة وبعض الوجوه الكسروانيّة الأخرى، في حين تبقى هذه الخطوط مقطوعة مع القوات اللبنانيّة.
وتشير مصادر افرام الى أنّ الأخبار التي يتمّ تداولها عن انضمامه الى هذه اللائحة أو تلك لا أساس لها من الصحة، فهو يواصل مشاوراته مع مختلف الفرقاء بانتظار حسم قراره، خصوصاً أنّه ليس مستعجلاً ما دام باب تقديم طلبات الترشيح لم يُفتح بعد.
كما تؤكّد المصادر أنّ خيار تشكيل لائحة تضمّ وجوهاً قريبة من "بروفيل" افرام المستقلّ، ومن بينها وجوهاً من المجتمع المدني، مطروح بجديّة إذا لم يتوصّل الى اتفاق مع القوى الأساسيّة الأخرى، خصوصاً أنّ تحالفه مع التيّار الوطني الحر سيلزمه بالانضمام الى تكتل التغيير والإصلاح بعد الانتخابات، في حين يحرص افرام على الإبقاء على صورته كمستقلّ. وهناك أيضاً عوائق أخرى تعترض هذا التحالف، من بينها موقع إعلان اللائحة ومن سيرأسها، كما أنّ افرام يردِّد مراراً أنّ جرح انتخابات جونية البلديّة لم يندمل بعد، ويقصد في ذلك الدعم الذي قدّمه "الوطني الحر" لحبيش.
ويستلزم خيار تشكيل لائحة برئاسة افرام إيجاد حليف قويّ في جبيل، وهو أمر ليس بالسهل، خصوصاً أنّ "الأقوياء" في هذا القضاء حسموا خياراتهم.
فهل تكون الانتخابات فرصة للحم العلاقة المقطوعة بين حبيش وافرام، بعد "أمّ المعارك" البلديّة، أم تكون جولة جديدة من حربهما؟ حربهما المكلفة جدّاً، مالاً وسياسةً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك