تبيّن، كما يبدو، أنّ ليس مشروع "ايدن باي" مبنيّ على الرمل في منطقة الرملة البيضاء فقط، بل الحملات الإعلاميّة المموّلة من قبل المشروع مبنيّة على رملٍ أيضاً، لكنّ الرمل مجبول هنا بحقد مؤسّستين إعلاميّتين هما الـ LBCI و"الجديد". حقدٌ مدفوع الثمن هذه المرّة.
ففي تقريرين عُرضا في يومين متتاليين، هاجمت المحطتان، كعادتيهما، الـ mtv متّهمةً إيّاها بابتزاز مالكي مشروع "إيدن باي" ماليّاً.
وبُني التقريران على رسالة إلكترونيّة بعثتها موظفة مسؤولة في قسم الإعلانات، وليس مديرة المحاسبة كما زعمت "الجديد" التي أساءت الظنّ وأساءت ترجمة صفة الموظفة، من الإنكليزيّة الى العربيّة.
وكان قسم الإعلانات، انطلاقاً من واجبه في تأمين الإعلانات لتمويل المحطة بشرف ومهنيّة، تواصل مع الشركة القيّمة على "إيدن باي"، تماماً كما يتواصل يوميّاً مع عشرات الشركات. وقد طلبت موظفة من الشركة إرسال العروض الاعلانيّة المتوفرة لدراستها، كما طلبت عرض برنامجٍ خاصّ يقدّمه الزميل محمد قيس ويعرض مباشرةً من المشروع. وهكذا كان. تمّ إرسال العرض الذي يتضمّن خيارات عدّة تبدأ من بضعة آلاف الدولارات، وليس عرضاً بقيمة ربع مليون دولار كما ادّعت المحطتان. فهذه القيمة هي قيمة العروض الإعلانيّة مجتمعةً، في حين كان المعروض هو الاختيار بين هذه العروض. كما تضمّنت الرسالة رقم هاتف الزميل قيس لكي يتمّ التواصل معه مباشرةً من قبل الشركة.
ولأنّ قسم الإعلانات في المحطة يعمل بشكل منفصل عن قسم الأخبار، صُودف أنّ فريق التحرير في الأخبار أعدّ سلسلة تقارير عن مشروع "إيدن باي"، بناءً على معلومات زوّده بها ناشطون من المجتمع المدني طالبوا المحطة بإيصال صوتهم بعد أن أُقفلت أمامهم أبواب مؤسسات أخرى ترفض، لأسباب معروفة طبعاً، الإشارة الى مخالفات "إيدن باي" الكثيرة.
فأيّ سخيف يمكن أن يصدّق أنّ محطة تستخدم وثيقة مكتوبة هي رسالة الكترونيّة لابتزاز شركة ثَبُتَ أنّها متمدّدة في أوساط نافذين وتموّل حملات إعلاميّة مضادة؟ وأيّ محدود عقل وفكر يمكن أن يصدّق أنّ مؤسّسة تلفزيونيّة تعمد، بعد إرسال عرضٍ إعلاني، الى مهاجمة معلن مفترض؟ فَلَو كان الإعلان فقط هو هدفنا، ألم يكن الحريّ بِنَا الانتظار لأيّامٍ إضافيّة للردّ على عرضنا؟
وما تجنّب مالكو "إيدن باي" تزويد المحطتين به هو أنّهم يعلنون في الـ mtv وقد أرسلوا يوم الأحد الماضي، أي بعد الرسالة الالكترونيّة وادّعاء الابتزاز، ممثلاً عن فندقٍ يملكونه للظهور في مقابلة إعلانيّة على شاشتنا. وهو ما يثبت أيضاً التعاون الإعلاني مع الـ mtv، المنفصل عن قسم الأخبار.
ليست الـ mtv في موقع المتّهم هنا، والقضاء سيثبت ذلك حتماً. إلا أنّ مشكلة الـ mtv، ببساطة، أنّها لم تنزلق مثل الـ LBCI و"الجديد" الى صفوف الصامتين تجاه مشروعٍ فضيحة، بعد أن أثارا مراراً قضيّة مخالفاته. فلماذا سكتا اليوم؟ هل "نقشت" معهما فسكتا؟ وهل محاربة الفساد انتقائيّة، نهاجم من لا يدفع ونسكت حين يدفع؟
الـ mtv لا ابتزّت ولا قبضت. ولعلّ ما سبق كلّه يذكّرنا بالمثل الشعبي الذي ينتهي بـ "شيلي منِّك، حطّي فيي". ومعركتنا مع الفساد، كما مع المعنيّين بالمثل، مستمرّة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك