يدرك الجميع أن ازدحام حركة الموفدين على طريق معراب نهاية الأسبوع الماضي، مؤشر إلى نهاية عملية تصفية الحسابات السياسية التي نشطت منذ تشرين الثاني الماضي، وطي صفحة عزل "القوات اللبنانية"، وذلك على قاعدة التخفيف من أجواء الإحتقان والتوتر على أكثر من مستوى داخلي، سواء في صفوف حكومة الوحدة الوطنية، أو في الشارع المسيحي.
وفي هذا الإطار، تحدثت مصادر مطلعة على حركة الزوار إلى معراب أخيراً، بأن الإنتخابات النيابية وضعت كل القوى السياسية من دون أي استثناء أمام تحدي لملمة الصفوف وتخطي كل العقبات مهما كان نوعها، لمواجهة استحقاق "النسبية" الذي يضع الإنتخابات النيابية المقبلة في موقع فريد وغير مسبوق في تاريخ الإنتخابات النيابية. وأوضحت أن الدافع الأساسي أمام مبادرات إزالة رواسب المرحلة السابقة التي يقوم بها، وبشكل منسق كل من تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، هو التقديرات والإحصاءات التي قامت بها جهات متخصصة، وأثبتت أن المشهد الإنتخابي معقّد لجهة التحالفات، وأن لا ضمانات قاطعة ومسبقة لدى أي طرف في السلطة أو في المعارضة، في تحقيق "انتصارات" محسومة في برلمان 2018 المقبل.
وكشفت المصادر نفسها، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، عرض تداعيات استمرار الخلاف مع أكثر من وزير "قواتي"، كما مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في المرحلة السابقة، وبعيداً عن الإعلام، وذلك انطلاقاً من وضع حد لأي عملية تصعيد للخلافات مع "القوات"، علماً أن رئيس الجمهورية يفضّل البقاء على مسافة واحدة من كل من "القوات" و"التيار الوطني الحر" في خلافهما الأخير.
وفي سياق متصل، أكدت المصادر المطلعة، أن الزيارة الأخيرة لوزير الثقافة غطاس خوري إلى معراب، شكّلت الخطوة الأخيرة التي تسبق لقاء قمة قد يعقده الحليفان الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، والذي تأخّر كما تقول المصادر نفسها. وعلى الرغم من اختلاف الطرفين في القراءة السياسية للمرحلة السابقة، فإن كلاهما قد وصل إلى قناعة بأن إصلاح ذات البين هو معبر الزامي لاستمرار العلاقة الثنائية بعدما بلغت لغة التخاطب السابقة مرحلة الطلاق. وبالتالي، فإن اللقاء الأخير في معراب قد فتح الباب واسعاً أمام المحاولات الجارية لإنعاش العلاقات، حيث أن المصادر تجزم بأن اللقاء لن يتأخر.
كذلك، كشفت المصادر المطلعة عينها، أن "التيار الوطني" يترقّب الوجهة السياسية التي يفترض أن تستقرّ عليها علاقة "المستقبل" مع "القوات" في اللقاء المرتقب، قبل الإنخراط بقوة في عملية إعادة العلاقات إلى مجاريها مع معراب، والذهاب نحو فتح مفاوضات حول التحالفات الإنتخابية. وفي هذا الإطار، فإن تطبيع العلاقات بين معراب وبيت الوسط لن يكون بمعزل عن الدخول مباشرة في طرح إمكانيات التحالف الإنتخابي بين "القوات" و"المستقبل"، وذلك خلافاً لما هو عليه الواقع بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، خصوصاً في ضوء إعلان الوزير جبران باسيل أنه من غير الواقعي الحديث اليوم عن أي تحالفات إنتخابية مع "القوات"، وذلك بصرف النظر عن محاولات التلاقي الأخيرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك