عادت العجلة الحكوميّة لتعمل من جديد، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته، ومعها ستعود، بالتأكيد، الحركة الانتخابيّة بعد الاطمئنان الى أنّ الانتخابات ستتمّ في موعدها، من دون تأجيل كما كان يُخشى، ومن دون تعجيلٍ كما كان يُروَّج.
وحين نتحدث عن الانتخابات، يبرز فوراً الكلام عن التيّار الوطني الحر، بما أنّ عدد مرشّحيه سيكون الأكبر، وسيتوزّعون بين دوائر عدّة، كما أنّ الطامحين الى الترشيح فيه قادرون على تأليف أكثر من مجلسٍ نيابي لو اعتُمدوا وفازوا جميعاً.
وفي وقتٍ تنتشر باستمرار الأخبار التي تصنعها المخيّلات على الكثير من المواقع الالكترونيّة عن ترشيحات "التيّار"، يؤكد منسّق الانتخابات فيه نسيب حاتم أن لا مرشّح محسوم لـ "الوطني الحر" في انتخابات ٢٠١٨.
ويقول: "بعد انتهاء المرحلة الثالثة من استطلاعات الرأي التي أجريت، أبلغنا المرشّحين الحزبيّين بنتائجهم، وصنّفناهم بين مرشّحين معتمدين ومرشّحين محتملين، في حين بات مرشّحون آخرون حتماً خارج السباق. ولكن، ما أودّ التأكيد عليه، أنّ الكثير من المعلومات التي تمّ تداولها على هذا الصعيد غير دقيقة، كما أنّ المرشّحين المعتمدين ليسوا نهائيّين حتى الآن لأن الأمر يرتبط بالتحالفات الانتخابيّة التي قد تفرض اعتماد مرشّح من دون آخر".
التحالفات هي التي ستحسم الترشيحات إذاً، ولا موعد محدّداً لذلك، وفق ما يؤكد حاتم. إلا أن علاقات التيّار الوطني الحر السياسيّة، خصوصاً بعد الأزمة الحكوميّة الأخيرة، باتت تحمل مؤشرات على التحالفات، كمثل حسم أنّ "التيّار" لن يتحالف مع القوات اللبنانيّة، وهذا الأمر ينعكس خصوصاً على دائرة الشوف وعاليه، حيث بات تحالف "التيّار" - "الاشتراكي " أقرب الى الواقع من تحالف "القوات" مع "الاشتراكي".
كما بات مؤكداً، أكثر من السابق، أنّ الوزير جبران باسيل سيحظى بأصوات السنّة المؤيّدين لـ "المستقبل" في البترون. وفي زحلة أيضاً، سيلتقي "المستقبل" على لائحة واحدة مع سليم عون وميشال ضاهر. أما في جزين، فستضمّ اللائحة الثلاثة الأوائل وهم المارونيّان زياد أسود وأمل أبو زيد، والكاثوليكي جاد صوايا، بعد أن ثبت أنّ التحالف لن يتمّ مع "القوات" بهدف ضمّ مرشّحه الكاثوليكي عجاج حداد، بل مع "المستقبل" في صيدا التي تلتقي للمرة الأولى مع جزين في دائرة واحدة.
قد يقول البعض إنّ عدم حسم الترشيحات سببه الحرص على الاستفادة من المرشّحين قدر الإمكان، وتحديداً على الصعيد المالي، وعدم انتقال من لم تتسع لهم اللوائح البرتقاليّة الى مواقع سياسيّة وانتخابيّة أخرى. ويستشهد هؤلاء بـ "القوات" الذي سمّت قيادته جميع مرشّحيها. إلا أنّ "الوطني الحر" اختار استراتيجيّة مختلفة، وسيستمرّ حبس الأنفاس لدى المرشّحين أشهراً إضافيّة، ولو أنّ الاحتمالات باتت أقرب الى الواقع وهناك من فرض نفسه مرشّحاً وبات قيمةً مضافة على اللائحة... وهناك، أيضاً، من حقّقوا أرقاماً خجولة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك