أما وقد بات للبنانيين قانون انتخاب جديد يحاكي "نسبياً" تطلعاتهم الشاخصة نحو عدالة التمثيل وصحته، فأضحت الأنظار الوطنية متجهة بعد تجاوز آخر العقبات على طريق إنتاج السلطة إلى إدارة محركات الدولة بأقصى طاقاتها المؤسساتية تمهيداً للانطلاق في رحلة تفعيل العمل الحكومي والتشريعي والنهضوي اقتصادياً وإنمائياً واجتماعياً وحياتياً.
وفي هذا السبيل، جاءت الدعوة التي وجّهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى قادة الأحزاب الممثلة في الحكومة لعقد اجتماع تشاوري الخميس المقبل في قصر بعبدا، لا شكّ في أنه سيشكل مناسبة لكسر الجليد الذي تراكم على أرضية الاستحقاق الرئاسي بين بنشعي وبعبدا، بحيث أكد رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية مشاركته في اجتماع بعبدا الخميس قائلاً لـ"المستقبل": "كنت قد قلتُ سابقاً إنني حين أتلقى دعوة رسمية لزيارة القصر الجمهوري لن أتخلّف عن تلبيتها، واليوم تلقيتُ هذه الدعوة خطياً من رئيس الجمهورية وسألبيها".
وإذ علمت "المستقبل" أنّ الدعوة الرئاسية تورد في صفحة كاملة موجبات انعقاد الاجتماع التشاوري في هذه المرحلة استنهاضاً لعمل الدولة على كافة مستوياتها التشريعية والتنفيذية والإنتاجية وفي مختلف قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والتنموية والبيئية والحيوية، أوضحت مصادر بعبدا لـ"المستقبل" أنّ رئيس الجمهورية، كما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يوليان أهمية قصوى لعملية النهوض بالبلد وتثبيت ركائز الدولة وتنشيط أطرها الإنتاجية تعويضاً لما فات المواطنين من حقوق وخدمات مستحقة طيلة المرحلة الماضية، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ اجتماع الخميس الذي يصب في جوهره بهذا المعنى سينعقد عند الساعة الحادية عشرة صباحاً للتشاور مع رؤساء الأحزاب الممثلين في الحكومة حول ما يمكن فعله خلال الأشهر الـ11 المتبقية من عمر مجلسي النواب والوزراء بعد إقرار قانون انتخابي جديد والتمديد تقنياً للبرلمان حتى أيار من العام المقبل.
وأشارت المصادر في هذا الإطار إلى أنّ النقاش سيتناول سبل تفعيل عمل المؤسسات وتنشيط عجلة الدولة إنمائياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن البحث في استكمال تطبيقات وثيقة الوفاق الوطني والشروع في عملية وضع خارطة طريق وطنية لتطبيق ما تعذر تطبيقه من اتفاق الطائف حتى اليوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك