افتتح وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان في فوروم دو بيروت معرض الصناعة في لبنان، تحت شعار "نبض لبنان صناعتو". ضمّ المعرض نحو ثلاثماية جناحاً على مساحة أربعة عشر ألف متر مربع، يمثّل مختلف القطاعات الموزّعة على أكثر من عشرين صناعة منتشرة في المناطق اللبنانية كافة. كما احتوى المعرض جناحاً متخصّصاً بصناعة الأغذية والمشروبات. حضر عدد من الوزراء والنواب والسفراء والديبلوماسيين والمدراء العامين وصناعيين.
بعد النشيد الوطني، ألقى بوشكيان كلمة جاء فيها: "يطيب لي أن أعلنَ باسمِكم افتتاحَ معرض الصناعة في لبنان الذي طال انتظارُه. لولاكم لما أُقيمَ هذا الحدثُ المثلّثُ الأضلاع الاقتصادي-الصناعي-التبادلي بامتياز. هذا اللقاءُ الجامع بين مختلفِ مكوّنات الدورة الاقتصادية وعناصر الانتاج والتجارة والاستهلاك، وحتى التصدير والاستيراد، سيكون مساهماً بالانعاش، ومخفِّفاً للدين العام، ومؤمّناً للتوازن في الميزان التجاري، وتكافؤ الفرص، وتوطئةً لإعادة صورة "صُنع في لبنان" إلى القلوب والأذهان، وتثبيتِ شعارِنا الجديد "نبض لبنان صناعتو" وهما مكمّلان لبعضِهما البعض، ويخدمان الهدفَ ذاتَه، ألا وهو دعمُ الصناعي في مصنعِه، وصناعتِه، ومع مصرفه، وفي المرفأ، وعلى الحدودٍ البرّية، وفي تحصينه من المنافسة غير الشرعية والاغراق غير المتكافىء، والتصنيع غير المرخّص."
وسأل: "معرض للصناعة في لبنان؟ في هذا التوقيت الحرج على مختلفِ الأصعدة؟ هل ينجح؟ أسئلة من هذا النوع سمعناها من البعض، وشكوك من هذا القبيل أطلقها آخرون. الجواب بالبرهان الساطع أتى الآن من قبلكم، لتؤكّدوا تصميمَ الصناعي، وثباتَه في الأرض، وقدرتَه على مواجهةِ التحدّيات مهما عظُمت."
ورأى أن "منطقةُ الشرق الأوسط وعالمنا العربي يشهدان استحقاقات خطيرة وداهمة. ويبقى جنوبُنا الغالي صامداً على الجبهة بوجه الاحتلال. لم يستسلم ابنُ الجنوب، بل على العكس، نجدُه ماضياً في افتتاحِ المصانع الواحد تلوَ الآخر، علامةَ قوة للبنان، وقهرٍ للعدو. ولذلك، تُملي توجيهاتُنا للمسؤولين في مصالح الوزارة الاقليمية في النبطية وصيدا وبعلبك والهرمل تسهيلَ معاملات المواطنين ومساعدَتَهم والاسراع في بتّ ملفّاتِهم. "
ووجّه "تحيةَ إجلالٍ وتقدير لكلِّ صناعي بقيَ في لبنان، ولكلّ مستثمر جديد في قطاعِ الصناعة، ولكلِّ موظّف يخطّط، ولكلّ عاملٍ في معمل يُشغِّل الآلة، ويقود الشاحنة، ويوزِّعُ الانتاج. النجاح يتحقّق بالمثابرة والمسؤولية وتدارك المخاطر وتجنّبها أو تخفيف حجمِها."
وإذ لم ينكر بوشكيان "الصعوبات الكبيرة والكثيرة التي واجهت الصناعيين وتواجههم. ودفعت البعضَ منهم إلى الاستثمار خارج لبنان، شبّه ذلك بالطلاب الجامعيين الذين وجدوا فرصَ عمل في الخارج، لكنّهم على أحرٍّ من الجمر وعلى أهبة الاستعداد للعودة أولَ ما تسنح الفرصة بذلك."
وقال: "غير أنّنا في الحكومة ووزارة الصناعة نبذلُ المستطاع والجهود، كما نقوم بالواجب ونتحمّل المسؤوليات، بعدما جعلنا الصناعة رقماً صعباً في المعادلة الاقتصادية، وحقلاً هاماً للتوظيفات والانماء وفرص العمل. اتّخذنا تدابير واجراءات وقرارات عديدة لرعاية الصناعة وحمايتها من "القرصنة"، سواء بتسريع منح التراخيص لأصحاب الحقوق، ومنعها عن غير مستحقّيها، وتطوير آليات الرقابة وتطبيق المواصفات ومعايير الجودة، وقيام معهد البحوث الصناعية بكامل مهامه ودوره في مساعدة الصناعيين على التحديث ومنحهم شهادات المطابقة والمعايرة واجراء الفحوصات المخبرية المطلوبة للتأكّد من نوعيتها."
وأوضح أنه "شارك في معارض عديدة في لبنان والخارج، وأعلن أمامكم فخري بالعارضين الصناعيين أينما حلّوا في العراق ودبي وباريس وأميركا والهند والجزائر وغيرها من الدول العربية والاوروبية والأميركية. واليوم، أعرب عن اعتزازي الكبير بمعرض الصناعة في لبنان، الذي يشبه المعارض العالمية من حيث الحجم والتنظيم والمشاركة والتنوّع."
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك