لا يهمّنا الغوص في تفاصيل تصرّفات "أبطال" جريمة هذا الفيديو"المقزّز"، فالسّيناريو واضح والتحليلات عنه لا تحتاج الى مطوّلات. فلنسمِّ الاسماء من دون "تلوينات" لأنّ الموضوع خطر، ولا يحتمل...
لنبدأ أوّلاً بـ"الوالد" المجرم الجاهل، الأحمق، الغبيّ، الذي لا يستحقّ كلمة أب، ولا كلمة إنسان.
ولننتقل ثانياً الى مصوّر الفيديو وهو "إنسان"، أخرق، سخيف، ساذج... يتسلّى ببراءة طفل بـ "بلاهة مدوّية".
لنصل بعدها الى ضحيّة هذا السّيناريو الاجرامي، وهو هذا الطّفل الذي تشاهدونه يدخّن النرجيلة. هو ملاكٌ لم يبلغ سنواته الثلاث، لا يدري ماذا يفعل، فهو يُطبّق ما علّمه إيّاه والده المحبّ، يطبّق الدّرس بحذافيره، وبتقنيّة عالية... هو تلميذ مجتهد!
أمّا فحوى الدرس فلم يكن تعلّم أحرف الابجديّة، ولا أسماء الحيوانات، ولا حتّى أصول لعبة الغمّيضة... لأن ما علّمه إيّاه والده "أرقى" بكثير و"أعمق" بأشواط...
يظهر في الفيديو، وهو يدخّنها كراشدٍ يبلغ 40 عاماً، بتقنيّة عالية، لكنّها لا تليق به البتّة، لا تشبه براءة عينيه، ولا وجهه الجميل. لا تشبه تصرّفات سنوات عمره القليلة، التي يجب أن تكون مليئة بالضحك واللّعب، هو يُظلم كثيراً على أيدي أقرب الناس الى قلبه.
في "مشهد" كهذا، نرى أنفسنا مُجبرين على طرح سؤال واحد لنحاول قدر المستطاع استيعاب تصرّفات "الوالد"، والجواب تشرحه المعالجة النفسيّة، والمتخصّصة في علم النفس العيادي، فانيسا فان فليت في حديث لموقع mtv، مفصّلةً الاسباب التي ممكن أن تدفعه الى معاملة ابنه بهذه الطّريقة، على الشّكل الآتي:
- ممكن أن يكون الوالد مضطرباً عقليّاً.
- ممكن أن تكون عقليّته الذكوريّة طاغية في مجتمعه وهي التي تشجّعه على ذلك، فمن المعروف انه في بعض المجتمعات، تتعلقّ النرجيلة بصورة الرّجل القويّ والحقيقي.
- قلّة الادراك والوعي والمعرفة، أي انّه لا يقدّر العواقب ولا يعرفها حتّى.
- عقليّة ورثها من أهله: "معليش ما كلّنا ربينا هيك"، "بيطلع رجّال"، أو ربّما كان مُهملاً في صغره ويعيد السّيناريو نفسه مع أولاده.
- يحاول تحصينه من أخطار الحياة التي يمكن أن يتعرّص لها عندما يكبر: "معليش بحصّنو من هوي و زغير لأنّو رح يتعرّض لكلّ شي لمّا يكبر".
وتختم فانيسا فان فليت، مشدّدة على أنّ "انعكاسات هذه الآفة على الطّفل خطرة على المديين القريب والبعيد، إذ انّه لا يعيش عمره، وهذا ما قد يتسبّب بأضرار جمّة على حياته المستقبليّة، إذ ممكن أن تعرّضه للإنحراف، أو ما شابه، خصوصاً ان بيئته كانت حاضنة لمثل تلك الامور، ولا تعتبرها محرّمة، للأسف".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك