صحيح ان الاتفاق الاميركي - الروسي في شأن الازمة السورية لا يزال صامدا رغم التوتر الذي يشوب العلاقات بين واشنطن وموسكو في الآونة الاخيرة، إلا ان العقوبات الاقتصادية التي فرضها الكونغرس منذ أسابيع وطالت الى ايران وكوريا الشمالية، روسيا أيضا، أثّرت ولو في شكل محدود على التفاهم بين الجبّارين، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".
وفي هذه الخانة، تشير الى ان التطورات البارزة التي سجّلت في الايام القليلة الماضية في الميدان السوري، لا سيما على جبهة الجنوب، لا يمكن غضّ الطرف عنها او اعتبارها مجرّد مستجدّات عسكرية متعلقة بعمليات الكرّ والفرّ التي تشهدها الحرب السورية.
فتوسُّع النظام السوري وحلفائه نحو السويداء ودير الزور، يخرق في الواقع، بندا اساسيا من بنود الاتفاق الاميركي - الروسي الذي شدد على ضرورة وضع منطقة خفض التصعيد التي نشأت في الجنوب السوري، في عهدة الاردن برعاية من واشنطن وموسكو، على ان يُمنع انتشار أي قوى نظامية او خارجية تابعة للجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه البقعة الجغرافية، انسجاما مع تعهّد قطعه الجبّاران الدوليان لتل أبيب بإبعاد النفوذ الايراني عن حدودها الشمالية لمسافة لا تقل عن 30 كيلومترا.
فكيف يتمدد النظام بين ليلة وضحاها نحو الجنوب؟ تسأل المصادر، قبل ان توضح ان "هذه التطورات لم تكن ممكنة لولا "قبّة باط" من الروس، الذين قرروا - على ما يبدو - البدء بجمع أوراق قوة، للضغط على واشنطن وعلى الاوروبيين أيضا، ردّا على العقوبات الاقتصادية التي استهدفت موسكو، علّ اوراق القوة هذه، تساهم في تخفيف "الهجمة" الاميركية عليها.
وتشرح المصادر ان التضييق الاقتصادي على روسيا، أشدّ وقعا وإيلاما عليها، من أي خطوات عسكرية أو دبلوماسية قد تتخذ في حقّها. ولهذه الغاية، يُتوقّع ان تتكثّف في المرحلة المقبلة ردود الفعل الروسية، على أكثر من صعيد، في الميدان والسياسة، لدفع واشنطن الى تخفيف القيود عليها.
وكان جيش النظام السوري وحلفاؤه وبعد فرضهم السيطرة الكاملة على الحدود السورية - الأردنية في ريف السويداء، انتقلوا الى دير الزور حيث يركزون عملياتهم لطرد "داعش" وفرض سيطرتهم على المدينة. وبث "الإعلام الحربي"، في الساعات الماضية، شريطاً مصوراً لوحدات الجيش السوري في ريف السويداء الشرقي، حيث سيطرت على نقاط رئيسة وصولاً إلى الحدود الأردنية.
واليوم، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على آخر مدينة رئيسية تحت سيطرة "داعش" في محافظة حمص، فيما واصل الجيش السوري وحلفاؤه توغلا من محاور عدة في المناطق الشرقية الخاضعة للتنظيم المتشدد.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله إن عددا من متشددي "داعش" قتلوا، ودمّرت أسلحتهم في مدينة السخنة التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر الأثرية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك