أصعب ما قد تُواجهنا به الحياة هو الوداع الذي يأتي فجأة ومن دون موعدٍ. كيف إذن إذا الوداع هو لشابٍّ لا يتجاوز الـ24 ربيعاً كُتب له الرّحيل باكراً عن هذه الدنيا، بعدما شغلها بالضّحك والفرح والحياة.
رحل رواد ندّاف إبن دير الاحمر تاركاً وراءه عائلة مؤمنة مؤلّفة من 7 أشخاص، بينها أخٌ توأم له هو ربيع الذي عايش كلّ لحظة من حياة شقيقه من اللّقاء الاول في رحم الوالدة حتّى اليوم الاخير لرواد في المستشفى.
لم يحتمل جسم رواد مرض السّرطان الخبيث الذي عرِف بإصابته به قبل عامٍ تقريباً، فاستسلم جسده الذي لطالما كان صامداً وشرساً في مباريات وبطولات كرة السلّة التي كان يخرج منها منتصراً، لم يحتمل جسمه المرض، فرحل مُحاطاً بعائلته وأصدقاءٍ كثر كان لهم الصّديق المقرّب صاحب الشخصية المرحة.
وودّع أصدقاء رواد رفيق دربهم على طريقتهم الخاصّة، فنشروا صوراً له على صفحاتهم وعلى صفحته على "فيسبوك" مرفقة بصلوات وكلمات حزن ورجاء، واستعادوا محطات من حياته أرادوا أن تبقى محفورة الى الابد في ذكريات كلّ من عرفه.
يروي أحد أصدقاء رواد أنه أخبر المقرّبين منه قبل أسبوعٍ أنّه حلم بالقدّيس شربل، وكان بحسب قوله "حلمٌ جميل جدّاً" زوّده بفرحٍ عظيمٍ رافقه حتى يوم مماته، هو الذي كان يُحبّ القديس شربل ويؤمن به بطريقة لافتة، فكان هذا الحلم أشبه برسالة من السماء حيث رواد الان محاطاً بقدّيسه، هناك حيث لا مستشفى ولا علاج ولا آلام. لا شيء سوى الفرح!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك