بعد مخاض عسير، نجحت الحكومة في إحالة قانون الانتخاب الجديد إلى المجلس الذي أقره في جلسة لم تخل من السجالات السياسية، فما كان من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلا أن سارع إلى مد الفريق الوزاري بجرعة دعم بدت ضرورية، فكانت ورشة بعبدا الحكومية التي لّمت شمل أقطاب الأحزاب الممثلة في الحكومة، والتي افضت إلى ما عرف بـ"وثيقة بعبدا"، التي كان من المفترض أن تهدف أولا إلى تفعيل الاداء الحكومي. غير أن الجلسات الحكومية الأخيرة لم تش بأي تفعيل للعمل، ما يطرح تساؤلات عن مصير الورقة التي حمّلها كثيرون طابعا اقتصاديا أولا.
وزير الاقتصاد رائد خوري أوضح لـ"المركزية" أن "هذه الوثيقة من مسؤولية الحكومة مجتمعة، وليس وزارة الاقتصاد وحدها، وإن كانت إحدى الوزارات المنتجة في الحكومة، إلى جانب وزارات السياحة والزراعة والصناعة والاتصالات وسواها".
وشدد على "أننا نطالب بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة هذا الملف، على أن تجتمع هذه اللجنة دوريا لمتابعة الملفات ووضع الخطط اللازمة، ذلك أن أي خطة اقتصادية شاملة تفترض تنسيقا كاملا بين كل الوزارات، لتكون قابلة للتنفيذ".
وعما إذا كان عدم تنفيذ خطة بعبدا حتى الساعة مرتبطا بالخلافات الحكومية الكثيرة التي بدت الحكومة حريصة على تجاوزها، في وقت وضع التيار الوطني الحر خطته الاقتصادية الخاصة، أشار إلى أن "من غير المفترض أن يكون هذا الأمر ملفا خلافيا، وما نراه اليوم لا يعني أن الحكومة لم تتفعل، كل ما في الأمر أن هذه الخطة تتطلب وقتا لتنفذ، علما أن الرئيس الحريري سافر إلى الولايات المتحدة. وإذا كان التيار الوطني الحر قد وضع خطة اقتصادية، فإن كل الأحزاب قامت بذلك أيضا، من هنا ضرورة الاتفاق على خطة موحدة، علما أن الأهم يبقى في الاتفاق على آلية التنفيذ".
من جهته، بدا وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول أكثر تفاؤلا، بتأكيده لـ"المركزية" أن "الوثيقة تسير قدما، بدليل أن عددا من المشاريع سلكت طريقها إلى التنفيذ، بينها - على سبيل المثال لا الحصر- مشروع توسيع طريق كسروان لنريح الناس الذين يسلكون طريق الشمال- بيروت. ومن المفترض أن يحط هذا المشروع على طاولة مجلس الانماء والاعمار لدرس عروض الشركات المشاركة في المناقصة، على أن يتم التلزيم بعد شهرين من اليوم".
وشدد على أن "الحكومة تسهل كل المشاريع التي ننفذها، ولا نحتاج إلى لجنة وزارية لأن كل وزير يعمل ضمن وزارته، علما أن اللجان مقبرة المشاريع والانجازات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك