تشير عدد من البحوث البريطانية إلى أن نصف البشر يمكن أن يتذكروا "وقائع" هي في الأساس من وحي الخيال ولم تحدث مطلقاً.
في هذا الإطار، قام باحثون بريطانيون بإجراء تجربة "لزرع الذكريات"، شارك فيها أكثر من 400 شخص، عمل خلالها الباحثون على قص وقائع خيالية ووهمية على مسامع المشاركين لم تحدث أبداً في حياتهم، بحسب ما ذكرت صحيفة El Español الإسبانية.
ومن بين هذه الوقائع، نذكر ركوب منطاد خلال فترة الطفولة، أو إيقاع المعلم في موقف محرج، أو التسبب في حادثة بطريقة عفوية خلال حفل زواج. وإثر ذلك، طلب الباحثون من هؤلاء الأشخاص تصور هذه الأحداث لعدة مرات.
ووفقاً لمجموعة من الباحثين في جامعة وارويك في كندا، تبين أن حوالى 50% من هؤلاء المشاركين أصبحوا يعتقدون خلال فترة من الزمن، وفي آن واحد، أن هذه الوقائع قد حدثت فعلاً في حياتهم.
في الحقيقة، يمكن أن تكون مسودة مشروع هذا البحث بالغة الأهمية نظراً لأنها يمكن أن تعتبر جلسة علاج، يتم الحديث فيها عن أحداث لا وجود لها في الواقع، فضلاً عن أنها يمكن أن تكون أساسية لفهم مثل هذه الحالات.
وأضاف الباحثون أن نتائج التجربة كشفت أيضاً عن أن الذاكرة الجماعية للأشخاص يمكن أن تولد معلومات خاطئة بسبب تأثيرات خارجية، على غرار بعض الأخبار الكاذبة.
وتؤكد مؤلفة الدراسة الدكتورة كيمبرلي واد، من جامعة وارويك أن "هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على خلق الذكريات والمعتقدات الخاطئة، مثل أن تطلب من شخص ما أن يتخيل لعدة مرات أحداثاً هي في الأساس خيالية وملفقة، أو رؤية صور لتحديث ذاكرتهم". تضيف الباحثة "لكننا لم نتوصل إلى حد الآن إلى فهم سبل تفاعل هذه العوامل".
علاوة على كل ذلك، تذكر الباحثة أن نتائج الأبحاث التي قامت بها جامعتنا، والتي تعتمد على تطوير ذكريات كاذبة، تعتبر بالغة الأهمية في هذا المجال. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من البحوث الأخرى قد توصلت سابقاً إلى أن الذكريات "المشوهة" يمكن أن تؤثر على سلوكياتنا، ونوايانا ومواقفنا في الحياة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك