الفرنسية حسناء بولحسن كانت تحب السهر والكحول والمخدرات، وفجأةً استدرجها داعش لتصبح انتحارية. بعدما ظنّ الجميع أنها فجرت نفسها خلال المداهمات الأمنية في سان دوني، تبيّن لاحقاً أنها لم تفعل ذلك، غير أنّ الجدل أعاد إلى الواجهة ملف تجنيد الانتحاريات.
أن تفجر امرأة نفسها ليس بالظاهرة الجديدة. فعدد كبير من النساء أقدمن على الأمر منذ الثمانينيات ولغاية اليوم. بعضهن من أجل قضايا وطنية بدءاً باللبنانية سناء المحيدلي التي فجرت نفسها لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي عام 1985، ولاحقاً شابات فلسطينيات.
حركاتٌ انفصالية أيضاً تكمن وراء تنفيذ النساءعمليات انتحارية مثل نمور التاميل في سريلانكا والهند حيث فجرت أول امرأة نفسها عام 1991. وفي تركيا مقاتلات حزب العمال الكردستاني يفجرن أنفسهن منذ الثمانينيات.
لكنّ النزعة السائدة اليوم هي التفجيرات الانتحارية لقتل المدنيين، كجزءٍ من المخطط الإرهابي لتنظيمات إسلامية متطرفة. في هذا الإطار، يجنّد داعش الانتحاريات وأسس كتيبة الخنساء للنساء في سوريا.
بذلك، يحاول أن ينافس التنظيم المصنف الأكثر دمويةً، وهو بوكوحرام في نيجيريا الذي يستخدم النساء وحتى المراهقات لتنفيذ عمليات انتحارية منذ 2009، معظمهن رهينات تم تخديرهن.
من جهته ينشط تنظيم القاعدة في العراق في استقطاب الانتحاريات منذ حوالي العقد. ساجدة الريشاوي جندها زوجها للقيام بعملية إنتحارية في الأردن عام 2005 كجزء من ثلاث تفجيرات متزامنة، إلا أن حِزامها الناسف لم ينفجر فهربت ثم اعتقلت.
وفي أفغانستان وباكستان تبنى الطالبان عمليات انتحارية ارتكبتها نساء يرتدين البرقع في إطار استراتيجية انطلقت عام 201.
أما في روسيا، فهجمات دموية عديدة نفذتها انتحاريات شيشانيات يعرفن باسم الأرامل السود.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك