صورة فندق السان جورج، من مجموعة المهندس الراحل فؤاد دباس، التي تعرض في متحف سرسق، تثير القريحة للكتابة عن هذا الفندق ومكانه وتحولاته وجواسيسه، تلك الصورة العابقة بالنوستالجيا، تأخذنا الى صور أخرى فيها الكثير من السياسة والكثير من الجمالية والكثير من العنف، في مكان انقلب رأساً على عقب خلال عقود... وهو شهد الفيضان العام 1965، واغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وكان محطة للكثير من الأسرار.
موقع "المدن" سينشر سلسلة حلقات عن "زمن الجواسيس" أعدّها الزميل محمد حجيري، نختار في هذه السطور قسماً من الحلقة الأولى.
"السان جورج"، هذا الفندق الشهير الذي صممه المهندس الراحل انطون تابت، العام 1929، وأنجز العام 1942. وتابت أحد مؤسسي مجلة "الطريق" اليسارية الشيوعية، والمتأثر بأوغيست بيريه، من أوائل ممهدي الطريق لفن العمارة في لبنان وسوريا. وبات السان جورج من اشهر العمارات في بيروت، في اعتبار انه شيّد بالباطون المسلح، وهو بناء مربع من خمس طبقات يضم 101 غرفة، يقع على شاطيء البحر في منطقة ميناء الحصن. وفي العام 1945، أقام صليبا الدويهي معرضاً فردياً في السان جورج، واعتبر في ما بعد أهم معرض له في لبنان، وكان موضوعه القرية والوديان، وبيعت لوحاته كلها، وقد افتتح المعرض آنذاك رئيس الجمهورية الشيخ بشاره الخوري الذي كان أول رئيس جمهورية لبناني يفتتح معرضاً فنيّاً. تميّز المعرض برسوم الفولكلور اللبناني التي تشبّع بها الدويهي بعدما زار معظم المناطق اللبنانية وجسدّها في لوحات فنيّة.
انتقل الفندق في العام 1960 الى رجل الاعمال اللبناني عبدالله الخوري الذي اشترى غالبية أسهمه من مصرف سورية ولبنان الذي كان مقره باريس. ونصّ أحد بنود عقد البيع على أن يبقى مدراء الفندق المتعاقبون من الرعايا الفرنسيين... وكان عدد العاملين فيه يفوق المئة في العام 1975، قبل اندلاع الحرب اللبنانية التي وضعت أوزارها العام 1990، لكن القوات السورية تمركزت في الفندق حتى العام 1996. ومنذ بدء إعمار وسط بيروت، بدأ الخلاف بين إدارة الفندق وشركة "سوليدير"، وحتى الآن الفندق لم يرمم بعد تفجير شباط 2005.
واشتهر السان جورج بما يوفره من رفاهية. وعلى مر السنين اصبح بار فندق السان جورج، ملتقى رجال السياسة اللبنانيين والسفراء والملوك، مثل محمد ظاهر شاه ملك افغانستان، والملك الأردني حسين. كما كان مقراً للمشاهير، أمثال المغني الفرنسي شارل أزنافور، والجاسوس البريطاني كيم فيلبي، ونجوم هوليوود من امثال اليزابيث تايلور وريتشارد بورتون، بالاضافة وفنانين عرب مثل ام كلثوم.
واعتبر السان جورج على مدار ربع قرن، واحداً من أهم سبعة بارات فندقية في العالم، ومركزاً لرجال الأعمال والسياسيين والإعلاميين العالميين الذين وجدوا في أجوائه الهادئة والمريحة ظروفاً ملائمة لتبادل الخدمات الظاهرة والمستترة وعقد الصفقات الكبرى في ميادين السياسة والحب والجاسوسية والاقتصاد. فمقهى "السان جورج" العنوان الدائم لكبار الصحافيين، من المصري محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة "الأهرام"، الى اللبنانيين سليم اللوزي صاحب مجلة "الحوادث"، وعفيف الطيبي رئيس تحرير جريدة "اليوم"، وحنا غصن رئيس تحرير جريدة "الديار"... إضافة الى عدد من الصحافيين الذين عملوا في الوقت نفسه كأبرز عملاء للاستخبارات الغربية والاقليمية. ومراسل صحيفة "كونتيننتالي"، المصري خيري حماد، كان من أبرز عملاء الاستخبارات المصرية، وقد عمل على نسج علاقات واسعة مع عدد كبير من السياسيين اللبنانيين، ومع ضباط أمنيين في المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية.
"السان جورج"، هذا الفندق الشهير الذي صممه المهندس الراحل انطون تابت، العام 1929، وأنجز العام 1942. وتابت أحد مؤسسي مجلة "الطريق" اليسارية الشيوعية، والمتأثر بأوغيست بيريه، من أوائل ممهدي الطريق لفن العمارة في لبنان وسوريا. وبات السان جورج من اشهر العمارات في بيروت، في اعتبار انه شيّد بالباطون المسلح، وهو بناء مربع من خمس طبقات يضم 101 غرفة، يقع على شاطيء البحر في منطقة ميناء الحصن. وفي العام 1945، أقام صليبا الدويهي معرضاً فردياً في السان جورج، واعتبر في ما بعد أهم معرض له في لبنان، وكان موضوعه القرية والوديان، وبيعت لوحاته كلها، وقد افتتح المعرض آنذاك رئيس الجمهورية الشيخ بشاره الخوري الذي كان أول رئيس جمهورية لبناني يفتتح معرضاً فنيّاً. تميّز المعرض برسوم الفولكلور اللبناني التي تشبّع بها الدويهي بعدما زار معظم المناطق اللبنانية وجسدّها في لوحات فنيّة.
انتقل الفندق في العام 1960 الى رجل الاعمال اللبناني عبدالله الخوري الذي اشترى غالبية أسهمه من مصرف سورية ولبنان الذي كان مقره باريس. ونصّ أحد بنود عقد البيع على أن يبقى مدراء الفندق المتعاقبون من الرعايا الفرنسيين... وكان عدد العاملين فيه يفوق المئة في العام 1975، قبل اندلاع الحرب اللبنانية التي وضعت أوزارها العام 1990، لكن القوات السورية تمركزت في الفندق حتى العام 1996. ومنذ بدء إعمار وسط بيروت، بدأ الخلاف بين إدارة الفندق وشركة "سوليدير"، وحتى الآن الفندق لم يرمم بعد تفجير شباط 2005.
واشتهر السان جورج بما يوفره من رفاهية. وعلى مر السنين اصبح بار فندق السان جورج، ملتقى رجال السياسة اللبنانيين والسفراء والملوك، مثل محمد ظاهر شاه ملك افغانستان، والملك الأردني حسين. كما كان مقراً للمشاهير، أمثال المغني الفرنسي شارل أزنافور، والجاسوس البريطاني كيم فيلبي، ونجوم هوليوود من امثال اليزابيث تايلور وريتشارد بورتون، بالاضافة وفنانين عرب مثل ام كلثوم.
واعتبر السان جورج على مدار ربع قرن، واحداً من أهم سبعة بارات فندقية في العالم، ومركزاً لرجال الأعمال والسياسيين والإعلاميين العالميين الذين وجدوا في أجوائه الهادئة والمريحة ظروفاً ملائمة لتبادل الخدمات الظاهرة والمستترة وعقد الصفقات الكبرى في ميادين السياسة والحب والجاسوسية والاقتصاد. فمقهى "السان جورج" العنوان الدائم لكبار الصحافيين، من المصري محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة "الأهرام"، الى اللبنانيين سليم اللوزي صاحب مجلة "الحوادث"، وعفيف الطيبي رئيس تحرير جريدة "اليوم"، وحنا غصن رئيس تحرير جريدة "الديار"... إضافة الى عدد من الصحافيين الذين عملوا في الوقت نفسه كأبرز عملاء للاستخبارات الغربية والاقليمية. ومراسل صحيفة "كونتيننتالي"، المصري خيري حماد، كان من أبرز عملاء الاستخبارات المصرية، وقد عمل على نسج علاقات واسعة مع عدد كبير من السياسيين اللبنانيين، ومع ضباط أمنيين في المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك