الزمن زمن فراغ رئاسي لبنانيّاً. والزمن زمن انتخابات نيابيّة "عونيّاً". سيقبل "أبناء" التيّار الوطني الحر يوم الأحد، في المرحلة الأولى من الانتخابات الحزبيّة، على اختيار مرشّحي الحزب الى الانتخابات النيابيّة. ولكن، كالعادة، يملك المتن قدرة على جذب الأضواء والاهتمام الإعلامي، ما يجعل المنافسة الانتخابيّة فيه تأخذ طابعاً حادّاً ومؤشّراً لمعارك أخرى.
لا يشكّ أحدٌ بأنّ النائب ابراهيم كنعان سيتصدّر، في ختام اليوم الانتخابي الأحد، قائمة مرشّحي التيّار الوطني الحر، في حين تبقى المعركة مقتصرة على الرقم الذي سيحقّقه صاحب شعار "متّن تيّارك". يتعامل كنعان مع المعركة بجديّة، خصوصاً انطلاقاً من شعوره بأنّه مستهدف، من ذوي القربى السياسيّة كما من بعض الخصوم. نيّات بعض الرفاق سيئة تجاه "خيّاط" ورقة النيّات مع القوات اللبنانيّة. إلا أنّ ابن جديدة المتن يعتمد على ما زرعه طيلة السنوات الماضية، عبر التواصل اليومي مع هيئات "التيّار" ومناصريه، هو الذي يكاد لا يغيب عن عشاءٍ لهم ولا عن مناسبة فرحة أو حزينة، كما أنّه صاحب الرقم القياسي في تمثيل العماد ميشال عون، ليس في المتن فقط بل في لبنان كلّه.
ولكن، إذا استثنينا كنعان، المشهود له خدماتيّاً وتشريعيّاً، ومعه الوزير الياس بو صعب الحاضر عبر دوره الوزاري الفاعل والنائب نبيل نقولا الذي يملك أيضاً قاعدة متنيّة شعبيّة، ولو أنّها دون تلك التي يملكها زميله اللدود حجماً، يتناتش المرشّحون الآخرون ما تبقّى لهم من فتات الأصوات، علماً أنّ بعضهم يعتمد بشكلٍ أساس على الأصوات التي ستجيّرها الدائرة الضيّقة لرئيس "التيّار" الوزير جبران باسيل والتي، لولاها، لما تجاوزت أصوات بعضهم عدد أصابع اليدين.
فاللافت، أنّ نوّاباً ومرشّحين لا يملكون في سجلّهم غير بعض الشعارات الإنشائيّة التي يستخدمونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أنّ نوّاباً ومرشّحين آخرين ساهموا، تشريعيّاً وخدماتيّاً، معتمدين فقط على كفاءتهم وجهدهم، من دون "عون" أحد من قيادة "التيّار".
من هنا، يمكن القول إنّ بعض المرشّحين لم يتكلّفوا "ركوة قهوة"، فلا فتحوا بيوتهم لاستقبال طالب خدمة، ولا "فتحوا" عقولهم لاقتراح مشروع، ومع ذلك يترشّحون اليوم ويعوّلون على من يدعمهم بأصوات لحسابات "تيّاريّة" قد تُختصر بكلمة "نكاية"...
فهل يقبل مناصرو التيّار الوطني الحر على انتخاب مثل هؤلاء المرشّحين، أم يكون الخيار في تمتين تيّارهم، علّهم ينقذون البقيّة الباقية من "تيّار" كان، في الأمس غير البعيد، "تسونامي" جارفاً؟
ربما يحتاج الناخبون الى بعض التأمل، مع فنجان قهوة عبثاً ينتظرونه من بعض المرشحّين...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك