مدينةٌ نُصب من تاريخها معلماً سياحياً لا مثيل له في الشرق... هي تلك التي حفرت بطيّاتها ما نعبّر به ونكتب به ونتكلّم به، خصوصاً أنّها من أقدم المدن المسكونة، وتشكّل الكتابة الفينيقية بالأبجدية النسخيّة أصل الابجديّات المعاصرة بحيث أنها وجدت على ناووس حيرام، أحد ملوك المدينة... وهي تلك التي جمعت حضارات مدن العالم بشوارعها التراثيّة كي تحاكي رواية عريقة.
"بيبلوس" أو "جبيل"، التي تمثل نموذجاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين بكنائسها ومساجدها المقرّبة، تطلّ علينا كعادتها بإنجازات مميّزة: أولها، بدأ بسوق الأزهار والعصافير والمنتوجات المحليّة التقليديّة تحت شعار "بيبلوس سحر الألوان في موسم الورود"، على الطريق الروماني، ورافقته نشاطات موسيقيّة وفنيّة متنوّعة.
ثانيها، المؤتمرالصحفي الذي عقده رئيس بلدية جبيل زياد الحواط في المركز الثقافي للبلديّة لإطلاق مشروع انشاء ممرّ مغلق مخصّص لركوب الدراجات الهوائيّة ومشروع Bike Sharing System.
ويهدف هذا النشاط الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط الى تنشيط ثقافة استعمال الدراجات الهوائيّة كوسيلة نقل صديقة للبيئة، توفّر الصحة الجسديّة والعقليّة للمرء والى تشجيع البلديات على إيجاد ممرّات آمنة خاصّة للدراجات.
ثالثها، عرض فني مسرحي مجاني Hip Hip Hurray - Joelle للأطفال، في الحديقة العامة -Wagon Park - في جبيل نُظّم بالتعاون بين بلديّة جبيل والمركز الثقافي البلدي.
رابعها، افتتاح مبنى القصر البلدي الجديد في جبيل من قبل رئيس بلدية جبيل - بيبلوس وأعضاء المجلس البلدي عند السادسة من مساء الأربعاء 6 نيسان 2016. مع الإشارة إلى أنّ بلدية جبيل أنشئت العام 1879 وهي أولى البلديّات التي تأسست في القضاء.
وأكد نائب رئيس بلدية جبيل أيوب برق أنّه "في عام 2011 جرت مباراة لأفضل تصميم هندسي وبعدما ثبُت الإختيار على 14 تصميما من مختلف المكاتب الهندسية ومن كافة المناطق اللبنانية، قامت لجنة مؤلفة من عمداء 5 جامعات لبنانية في الهندسة المعمارية: الجامعة اللبنانية في الشمال، LAU، ALBA، NDU، USEK باختيار تصميمٍ واحد للمهندس هاشم سركيس، عميد كلية الهندسة في الـMIU، ومن منطقة المختارة".
وأضاف برق لموقع mtv "تمّت الموافقة على المناقصة المقدّمة من قبل شركة "ايزو باك" التي التزمت بورشة العمل بكاملها تحت اشراف بلديّة جبيل".
أمّا عن التصميم الجديد، فأشار برق إلى أنّه "يجمع بين التراثي القديم والعصري الحديث، كونه خارجيّاً يتألف من ثلاثة أبنية تجسِّد تاريخ بيبلوس والعصور الثلاثة التي تميّزت بهم، عصر الحديد، البرونز والأهم الحجر الرملي الذي تمّ التركيز على استعماله كونه يُعتبر رمزاً لعهد جبيل القديم خصوصاً أنّ معالم المدينة تمتاز به، أما داخلياً، فالتصميم عصري بامتياز"، مشدِّدا على أنّ "اثنين من الأبية مخصّصة للإدارة ومكاتب رئيس وأعضاء المجلس البلدي، أما البناء الثالث فيُعمل عليه من قبل جمعيّة خاصة أنشأها المجلس البلدي، كي يصبح متحفاً عريقاً للأبجدية وتاريخها واصول الكتابة، إلى جانب الصور النادرة، المخطوطات، الصالات المجهّزة لإستقبال الطلاب والزوار من معدّات حديثة كالشاشات والكمبيوترات... "، مع الإشارة إلى أنّه يتمّ التركيز على اقامة مجسّم ضخم لناووس حيرام، وسط المتحف.
ولفت برق الى أنّ "الموقع الجغرافي للمقر البلدي الجديد حتّم عليهم العمل وفق معايير تقنيّة عالية الجودة بما يخصّ عوازل الصوت التي بمجملها Eco Friendly، أو صديقة للبيئة، إلى جانب إقامة جسر للمشاة فوق الأوتوستراد خاص بالبلدية والمتحف، وذلك لتسهيل وصول المواطن بأمان وسلام، خصوصاً أنّه سيتواجد على الجسر سيارة كهربائيّة في مختلف الأوقات بتصرّف المواطنين، فراحتهم تشكّل أولويّة عندنا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك