"بعد في أنا بس ما كتبت، ليه أنا ما بدي أكتب"... لهوةٌ جديدةٌ لتسلية اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي. صحيح أنّه "من منكم بلا خطيئة فليرجمه بحجر" وصحيح أنّه "من ضربك على خدّك الأيمن درّ له الأيسر" لكن الأصحّ هو أنّ القدح والذمّ لا خطيئة تعبّر عنهما، ولا ضربة تكاد تشفي غليل "قرفهما"...
نعم إنه أسعد ذبيان، الذي حاول مراراً وتكراراً أن يجعل من نفسه "قصّة كبيرة"، ناسياً أو لربما متناسياً أنّ الدعوة الى الحرّية لا تعني الدعوة الى التفلّت والهمجيّة، بل الحريّة الحقيقيّة تكمن في قاعدة أساسيّة: "أنت حرّ ما لم تضرّ"، فحرّيتك تنتهي حيث تبدأ حرّية الآخرين.
لكننا نعود لنقول: أولسنا نحن من يؤرِّخ التاريخ كي ينبش بقبوره من جديد مستعيداً منه ما يفيده ليرجم كاتبه ألف مرّة ومرّة؟ أولسنا أبطال الإنفتاح الزائف الذي ما كفّ يوماً على جعلنا أرجوحة أولاد يلهون ويمرحون فتسقطهم بعدها وترميهم كرمي العظام للكلاب الجاربة، أو كذاك الفتات الذي رضيت به "الكنعانيّة"؟ أولسنا نحن من حرّر "برنبا" الفعلي من جديد كي نصلب ثورة بيضاء مشرقة بسببه، فنملّ بعد حين ونغسل أيدينا من دم هذا الصديّق؟
لكنّنا نعود لنقول: "ستثور أمّة على أمّة... لكنّ حرفاً واحداً من كلامي لا يزول..."، وبالتالي المحاسبة ضروريّة والأمل يبقى بنيل أسعد ذبيان العقاب الذي يستحقّ كون هكذا افعال ينصّ عليها قانون العقوبات اللبناني في مواده الـ473 و474 وبالتالي هذا مسّ بالدين يهدف إلى تحقير الشعائر الدينيّة علانيّة، عسى ألا تكون السلطة المختصّة عمياء، عرجاء، صمّاء، خرساء كما عوّدتنا... واعتدنا.
وبالتالي لـ"رائحتك" نتانة فريدة من نوعها، لا تمتّ بصلة لـ"رائحة" الآلاف والآلاف الذين غرزوا حرّية تعبيرهم بشريعة شرعيّة، بعيداً عن الشتائم التي لا تشبههم لا من بعيد ولا من قريب... نعم أنت حرّ في النزول إلى الشارع لممارسة حقّك الدستوري، لكن لا لست صورة للحملة الثوريّة كما يدّعي البعض بهجومهم على أفعالك القديمة، فقد اختلط حابلهم بنابلهم بين الحِراك الذي غلبهم والعجز الذي أوجعهم، فوقعت أيها المسكين "كبش محرقتهم"...
ونعود لنقول: الزمن ليس زمانك، والمكان ليس مكانك، فالصحوة الشعبيّة هذه لا تكمن بـ"التقدّم لتحسين ما كان، بل بالسير نحو ما سيكون"... لعلّها حينها تسير نحو المواطنة الديمقراطيّة المعهودة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك