لامست الحرارة في لبنان الاربعين درجة مئوية، إلا أنّ المناخ السياسي في بيروت يشي بمزيد من السخونة، عشية جلسة الخيارات الصعبة التي يعقدها مجلس الوزراء غداً.
قبل ساعات من موعد الجلسة الوزارية الحاسمة، بدا أن ما كُتب قد كُتب على صعيد أبرز البنود الإشكالية المتعلّقة بالتمديد للقادة الأمنيّين والعسكريين، إذ أنّ قرار تأجيل تسريح رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان بات جاهزاً في جيْب وزير الدفاع سمير مقبل، الذي سيعمد الى طرح عدد من الأسماء على مجلس الوزراء لاختيار أحدها لتولي هذا المنصب، إلا أنّ أيّاً منها لن ينال التوافق المطلوب، ما يجعل مقبل يسير بالتمديد لسلمان الخميس، أي عشيّة انتهاء خدمته في 7 الجاري.
ورغم أنّ جلسة الأربعاء مخصّصة لاستكمال بحث مقاربة عمل الحكومة على أن تتخلّلها مناقشة لملف النفايات وسْط بدْء صدور تحذيرات من "فائض" النفايات التي تملأ الشوارع في جبل لبنان والتي تنذر بالعودة الى شوارع بيروت في ظلّ الكلام عن أن خيار تصديرها الى الخارج يحتاج - اذا بُتّ - الى وقت للسير به، فإنّ ملف التمديد لرئيس أركان الجيش سيشكّل الاختبار الفعلي للعديد من الجهات وسيظهّر ما ستكون عليه المرحلة المقبلة في لبنان. علماً أنّ بعض التقارير التي لم تستبعد ان يصدر قرار متزامن بتأجيل تسريح سلمان العماد جان قهوجي معاً، على أن يبدأ سريان التمديد للأخير في 24 أيلول المقبل.
وتتجه الانظار في هذا السياق الى ردّ الفعل الذي سيقوم به العماد ميشال عون على هذا المسار، وسْط تأكيد أوساط "التيار الوطني الحر" لـ "الراي" أنّ "التمديد لسلمان سيؤدي الى تحرك اعتراضي موجِع، في اشارة الى أنّ الشارع ما زال على جهوزيّته لتلبية نداء عون الى النزول للشارع، تصدياً لما يعتبره سطواً على حقوق المسيحيّين وتجاوزاً للميثاقية وخرْقاً للدستور والقوانين".
إلا أنّ المفارقة في جلسة الأربعاء أنّها تنعقد قبل ساعات من موعد الجولة 16 من الحوار بين تيّار "المستقبل" و"حزب الله" الذي يستضيفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقرّه في عين التينة، والتي من شأنها أن تحتوي مفاعيل أيّ مناخ ساخن قد يكون هبّ من مجلس الوزراء وفي الشارع.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك