تقدّم mtv في شهر رمضان ثلاث مسلسلات تأسر المشاهدين يوميّاً، بعد انتهاء نشرة الأخبار. متابعة المسلسلات حتى الآن قياسيّة، والتنوّع في القصص واضح.
"لآخر نفس" يدخلنا الى صلب قصّص واقعيّة. قصّة حبّ تولد، وتولد معها قصّة خيانة. لا تنمو الأولى إلا مع الثانية. حبٌّ "لآخر نفس" وخيانة، أيضاً، "لآخر نفس". حياة عائلتين ستنقلب رأساً على عقب نتيجة هذه القصّة، ومعها مصير وسيلة إعلام ستكون مسرحاً لهذه القصّة، ومن حولها حكايات حبّ وخيبة وأجواء لا تخلو من الفكاهة برعت الكاتبة كارين رزق الله في صياغتها بأسلوبٍ يلامس الواقع، في التعابير المستخدمة والمواقف.
ويبدو واضحاً من مسار القصّة، التي أخرجها ببراعة أسد فولادكار، تسارع الأحداث، ما يطرح أسئلة كثيرة: هل ستكتشف غادة (صولانج تراك) زوجة غسان (بديع أبو شقرا) أنّه وقع في حبّ هازار (كارين رزق الله)؟ وماذا عن زوج الأخيرة (رودني حداد) الذي يحبّها وتحبّه؟ ألا يمنع الحبّ الخيانة؟ أم أنّ حبّاً ينتصر على آخر؟ أسئلة كثيرة يفرضها هذا السيناريو الجميل الذي صنع قصصاً أخرى، وقضايا ستبرز حلقة بعد أخرى، في مسلسل واحد من دون مبالغة في العقد.
أما مسلسل "أدهم بيك"، فينقلنا الى أجواء أخرى فيها أكثر من قصّة حبّ، وفيها أيضاً قضيّة وطن يواجه المحتلّ، ويرضخ بعض شعبه للعمالة.
محور القصّة هو أدهم (يوسف الخال). هذه الشخصيّة المركّبة التي سنتعاطف معها في مشهد ونكرهها في آخر. رجلٌ أنيق ومثير للاهتمام في علاقته مع والدته وشقيقه، وخصوصاً مع زوجة شقيقه وهي حبيبته السابقة. وحول قصّة هذه الشخصيّة، تولد قصصٌ أخرى. حبٌّ قديم يستيقظ من جديد بين يوسف حداد وفيفيان أنطونيوس. وحبٌّ آخر مستحيل بسبب رفض الأهل. وأبٌ ظالم مع عائلته ومع القرية وأهلها. الكولونيل الذي يمثّل البلد المحتلّ ومغامراته مع نسائه. عملاءٌ وأبطال في مسلسل واحد، يتصاعد مسار أحداثه حلقة بعد أخرى، لتسجن المشاهد أمام الشاشة. وفي حلقة الليلة من "أدهم بيك" أكثر من مفاجأة وتطوّرات جديدة ستزيد من حجم التشويق لمتابعته.
ينقلنا "الهيبة"، المسلسل الثالث الذي تعرضه mtv الى مناخٍ آخر غير مألوف أبداً في الدراما. لولا تعدّد الحلقات لقلنا إنّ "الهيبة" أقرب الى السينما منه الى الشاشة الصعيرة. نحن هنا أمام إنتاجٍ وإخراج احترافيّين الى أقصى الحدود. أداءٌ رائع لجميع الممثّلين، من ألأدوار الرئيسة وحتى الثانويّة. الثنائي تيم حسن ونادين نجيم يسرق الأضواء من جديد.
بين حرب العصابات والتهريب، هناك علامات استفهام كثيرة حول عائلة جبل (تيم حسن). لماذا سافر شقيقه، وماذا في الرسالة التي تركها له؟ هل ستولد قصّة حبّ بين تيم ونادين، ومتى وكيف وأيّ مصيرٍ سيُكتب لها في ظلّ التناقض بين الشخصيّتين؟
هل ستتعرّض هذه العائلة لـ "ضربة" وممّن؟ من الخصوم أم من القوى الأمنيّة؟ هل ستقسو على زوجة الابن وتهدّدها بحرمانها من ابنها، وهل ستكتشف هذه الأخيرة بعضاً من أسرار هذه العائلة، بمساعدة صديقها نعيم (وجيه صقر)؟
"الهيبة" مسلسل الموسم، ومتابعته فيها من الكثير من المتعة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك