سأل وزير الإتصالات بطرس حرب، "لماذا التقصير والسكوت المطبّق من قبل الرأي العام على مسألة الشغور في رئاسة الجمهورية وعدم التحرّك في مواجهة مقاطعي جلسات انتخاب الرئيس، فيما كان هذا الرأي العام ناشطا في ما خص قضايا أخرى ومنها مواجهة التمديد لمجلس النواب"؟
وتابع حرب "الطريقة التي اعتمدها ميشال عون في ما خص رئاسة الجمهورية تحمل على الإعتقاد أنه من غير المستبعد أن يذهب في موضوع قيادة الجيش والتعيينات العسكرية إلى حدود أبعد. أنا مع تعيين قائد جديد للجيش، شرط أن يسبق التعيين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فالعرف هو أن يعين رئيس الجمهورية قائد الجيش، وإذا كان أن رأي الرئيس المسيحي لم يعد ضروريا بقائد الجيش المسيحي فنحن أمام كارثة للمسيحيين ولدور المسيحيين".
وأضاف "كل وزراء الإتصالات المتعاقبين قاموا بتحضير المناقصات الفنية من دون العودة إلى إدارة المناقصات، وأنا تقدمت بالمناقصة إلى مجلس الوزراء مباشرة، معتمدا الأسلوب ذاته، لكن الوزيرين باسيل وفنيش، بعدما تعذّر عليهما إيجاد سبب لوقف دفتر الشروط والمناقصة، طالبا بضرورة جعل المناقصة عن طريق إدارة المناقصات، علما أن هذه الإدارة تحتاج لكادر من الموظفين لأن عدد العاملين فيها غير كاف، ومناقصة من هذا النوع والحجم تتطلب جهازا آخر، هذا ورفض الوزيران المذكوران جوابي بإشراك موظف كبير من إدارة المناقصات مع قاض للاشراف على المناقصة. وبكل أسف أقول، هذا ناجم من تداعيات الشغور في رئاسة الجمهورية، إذا كان الأمر يتم بالتوافق أو ينتهي بالتصويت، أما اليوم فمعارضة وزير واحد لأي مشروع تسقط المشروع. من هنا حاجتنا للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. إنهم ينقلون ممارستهم والمشاكل إلى مجلس الوزراء".
وحول موضوع تشريع الضرورة والموازنة، شدّد حرب على أنّه "على المجلس الإجتماع فورا لانتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الشغور الذي يهدّد إدارات أخرى. ولقد كنت أنا الذي طالب بعقد جلسة لبحث الموازنة إذ أنه لا يجوز أن تخفق الحكومة في إنجاز الموازنة. وجاء طرح السلسلة التي يدرسها مجلس النواب، فكنا أمام وجهتي نظر، الأولى تقول بأنه علينا حمل 1800 مليار، والثانية 2100 أو 2200 مليار مع إضافات للعسكريين والأساتذة، ولم يتفق أصحاب الوجهتين ولم تسمح المناقشة بالوصول إلى نتيجة. واقترحت بإدخال ال850 مليارا (غلاء معيشة) في الموازنة لأن الحكومة تسددها من دون مداخيل، فقلت لم لا ندخلها طالما أن وزير المالية يطرح إيرادات ب900 مليار تغطيها. على كل حال، ما الجدوى من دمج السلسلة بالموازنة، فحين نرسل الموازنة إلى مجلس النواب ستنفجر وقد نخسر السلسلة والموازنة معا".
وتابع "لا أحد أكبر من لبنان، وحين يعود الذين يعتبرون أنفسهم أكبر من لبنان إلى الواقع ويدركون أن لبنان أكبر من أي شخص، ساعتئذ تحدث انتخابات رئاسة الجمهورية. المضحك أن من يعطلون انتخابات رئاسة الجمهورية يعطوننا درسا ويؤنبوننا لأننا لم ننتخب رئيس الجمهورية، فيما نحن نثابر على حضور جلسات الإنتخاب التي يغيبون هم عنها".
ولفت حرب إلى أنّ "حوار جعجع - عون لم يبدأ بعد، لكني مرتاح له وما يجري من تمهيد يعطي دلالة على الجدية، وأعتقد أن بكركي التي دورها وطني ستكون سعيدة بهذا الحوار، والجهود التي بذلها البطريرك جيدة وطيبة. والصراع الذي كان قائما أثر على الحالة المسيحية. أما المشاكل التي تواجهنا فمنها غياب المسيحيين عن الإدارة، وانكفاؤهم دليل على عدم ثقتهم بالسلطة التي قمعتهم وتصرفت ضدهم بانحياز زمن الهيمنة السورية، ونلاحظ أن المسألة بدأت تأخذ منحى سلبيا مع تزايد واضح لغير المسيحيين وضمور للوجود المسيحي في الإدارة، لم نتصور يوما حين كنا في الطائف أن هذا سيحدث، ويفترض بحث الأمر جديا".
وإعتبر حرب أن "ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من اتصالات ولقاءات وزيارات جيد جدا للبنان، ويؤكد حضور لبنان في مراكز القرار الدولي، وهذا ما يخدم البلد، ومن معرفتي به فإنه يترجم ما ينسجم مع أهدافنا الوطنية التي تحافظ على سيادة لبنان واستقلاله والمبادئ التي قام عليها نظامنا والتي ترفض التطرف والتزمت والإرهاب وهذا كله يعبر عن رأيي شخصيا. والمسلم المعتدل الذي يتحدث بلهجة سعد الحريري هو مسلم يدافع عن لبنان، وهنا أتوجه بالتحية إلى الرئيس الحريري على ما يبذله في الخارج لتصحيح صورة لبنان الخارجية المشوهة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك