على مدى الأسابيع الماضية، لم تهدأ الجبهة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. لم يكلّ مسلحو المجموعات الإرهابية المنتشرون في جرود عرسال ورأس بعلبك عن تكرار محاولات التسلل، على غرار هجومهم قبل نحو شهرين في جرود رأس بعلبك.
وعثر الجيش أثناء تمشيط التلال والأودية المحيطة بها، على جثث لقتلى المسلحين وأسلحة وذخائر وأعتدة عسكرية، فيما انكفأ المسلحون في اتجاه منطقة خرخونة (جنوب ـ شرق جرود الفاكهة) وجرود عرسال والسلسلة الشرقية، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين الجيش.
وواصل المسلحون استهداف نقاط الجيش بالقصف والقنص، فسقطت قذيفة بالقرب من أحد المراكز العسكرية في وادي حميد داخل منشرة للأخشاب. وبقيت أصداء دوي مدفعية الجيش تسمع في قرى البقاع الشمالي حتى ساعات المساء الأولى، وتركّزت على محلة وادي حميد ومدينة الملاهي ووادي العجرم في عرسال، في حين قصفت الطائرات تجمعاً للمسلحين قرب معبر مرطبية في جرود السلسلة الشرقية.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر مطلعة لـ "الأخبار" عن أن سيطرة الجيش على تلة أم خالد وصدر وحرف جرش، تسمح لوحدات الجيش "بالسيطرة بالنار" على مساحات شاسعة من الأراضي المنبسطة والتلال الصغيرة التي باتت مكشوفة شرقاً حتى جرود حليمة قارة عند الحدود اللبنانية ـ السورية، مع إطلالة على وادي حوّرتا في جرود رأس بعلبك، والذي كان يعتمده المسلحون في غالبية عمليات تسللهم الأخيرة، إضافة إلى سيطرة بعيدة بالنار على منطقة "سرج الدبس" و"شيح" (شرق بلدة الفاكهة) و"صفا الأقرع" وصولاً حتى "شبيب" وخربة داود وضهر الجبل العالي في جرود عرسال. أما من الجهة الشمالية، فثمة معابر كان يلجأ إليها المسلحون في عمليات تسللهم إلى نقاط الجيش، أصبحت مكشوفة، وهي وادي رافق الذي يفصل بين جرود رأس بعلبك وجرود القاع، ووادي بعيون في جرود القاع.
وقالت مصادر عسكرية إنّ الوضع "دقيق للغاية"، وإنّ العملية لم تنتهِ بعد، خصوصاً أن المسلحين "تعرّضوا لضربة قاسية وتكبّدوا خسائر كبيرة، سواء بشريّة أو في العتاد والآليات". وإزاء ذلك استقدم الجيش تعزيزات عسكريّة إلى نقاطه المتقدمة في رأس بعلبك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك