يُمضي أشخاص كثيرون نحو خمس ساعات يوميّاً في استخدام هواتفهم النقّالة الذكيّة، حيث أصبحَ هذا الأمر يُشبه الإدمان. لكن هل تدركون ماذا يحصل عندما تفقدون الهاتف، أو عندما تنسونه في المنزل أو في العمل؟ طبعاً، ستعودون أدراجكم لإيجاده.
ويُردّد كثيرون عبارة "أشعر بالضياع عند الإبتعاد عن الهاتف، أو عند تركه في مكان ما". وهذا الأمر يُعتبَر طبيعياً، لكنّه يُخفي وراءه وضعاً نفسيّاً يُمكن أن يشكل خطراً في المستقبل.
وكلّ ذلك، ما هو سوى دليل على مدى ارتباطنا بهواتفنا الذكية التي أصبحت تحتوي كل معلوماتنا وأسرارنا وصوَرنا، وهي أيضاً منفذنا شبه الوحيد الى عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ووسيلتنا الوحيدة الى عالم الدردشة.
وهذا التعلُّق بالهواتف يجعل المستخدم على اطّلاع بكلّ المستجدّات على مواقع التواصل، بحيث ينتظر ردود الآخرين على الصوَر التي نشرها أو المقاطع التي كتَبها، ما يجعله يقضي أوقاتاً طويلة منعزلاً أمام شاشة الهاتف الذكي، ويؤثر بالتالي في علاقته بأفراد أسرته، ويؤدي به في حالات كثيرة إلى القلق والإكتئاب.
إلى ذلك، كشفت دراسة أكاديمية، وفق "الجمهوريّة"، وجود أعراض سَلبيّة نفسيّة وفيزيولوجيّة يُعانيها مستخدمو هواتف آيفون الذكية عند ابتعادهم عن أجهزتهم، وهي تشبه إلى حَدّ ما أعراض الإدمان. فقد درسَ فريقٌ بَحثيّ من جامعة ميزوري الأميركيّة أوضاعَ 40 من مستخدمي هواتف آيفون لمعرفة تأثيرها فيهم بعدَ استخدامها بنحوٍ مكثّف.
وطلبَ الفريق البحثيّ من المشاركين حَلّ مجموعة من ألغاز الحروف الأبجدية. وأثناء الدراسة، سُحِبَت هواتف آيفون من المشاركين بحجّة تأثيرها في أجهزة القياس الموجودة في الغرفة، ومن ثم بدأت الأعراض السَلبيّة تظهر على المشاركين.
ووجد الباحثون، عقبَ سحب الهواتف، زيادةً كبيرة في مستويات القلق لدى المشاركين، حيث ارتفعت معدّلات ضربات القلب وضغط الدم لديهم، ولوحِظَ انخفاض ملحوظ في أدائهم أثناء حَلّ الألغاز، وهي قياسات أثبتت التأثيرات السَلبيّة النفسية والفيزيولوجيّة.
وفي هذا الصدد، قال المشرف على الفريق البحثي، إنّ الدراسة أظهرت إمكان تحوُّل هواتف آيفون إلى إمتداد طبيعيّ لأجساد المستخدمين، ما يعني أنّ إبعادها منهم يُسبّب تراجعاً كبيراً في أدائهم العقلي والجسدي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك