إستبعدت مصادر دبلوماسية أن "يلجأ "حزب الله" إلى الردّ على إسرائيل بعد عملية القنيطرة، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، نظراً إلى درئه مخاطر أي انزلاق نحو حرب جديدة على لبنان ليس في مقدوره ولا أي طرف فيه تحمّل تبعاتها"، لافتة في حديث لصحيفة "المستقبل" إلى أنّ "الحزب لا يستطيع أن يفتح جبهة جديدة، في حين أنّه ينشر قوّاته في مناطق خارج لبنان، ولم تعد قوّاته محصورة بلبنان، فضلاً عن عدد القتلى الذي نجم وسينجم عن مشاركته في الحرب السورية".
ويبدو وفقاً للمصادر، أنّ "إسرائيل قامت بعملية القنيطرة ليس لاستهداف قيادات الحزب بالقتل، إنّما لقتل القائد الإيراني الذي يتولّى العمليات خارج إيران، وهو هدف لها منذ زمن. قد يكون الهدف التخريب على المفاوضات الإيرانية مع دول الغرب، لا سيما مع الولايات المتحدة، التي قد تؤدّي إلى اتفاق حول البرنامج النووي. والعملية الإسرائيلية قد تسفر عن تصلُّب الموقف الإيراني بشكل أقوى في التفاوض".
وأشارت مصادر دبلوماسية أخرى، إلى أنّه "كان يتم التحضير من جانب إيران والحزب لتحرك ما من الجولان، فقامت إسرائيل بضربة القنيطرة لاستباق إمكان القيام بأي عمل عسكري هناك. ومن غير الصعب أن تعلم إسرائيل بحركة التنقلات هناك بوجود أجهزة التنصُّت لديها، مع احتمال وجود اختراق ما".
من جهتها، إعتبرت مصادر مطلعة على مواقف "حزب الله"، أنّ "عدم إعلان الحزب أي تفاصيل في ما يتّصل بردّ الفعل، مرتبط أساساً بظروف ميدانية وطبيعة الردّ بكل جوانبها. وبات واضحاً أنّ هناك ردّاً محسوماً. أمّا كيفية الردّ ومكانه وزمانه فأمور تتحدّد داخل الحزب بما يتناسب مع حجم العدوان الذي حصل".
وهناك مؤشّرات إلى أنّ الاحتمال الأقوى للردّ يمكن أن يكون من الجولان، لأنّ العدوان أصلاً حصل هناك. وإذا جاء من الجولان فيحدث توازناً بين العدوان والردّ، وقد يُمكِّن من فتح جبهة الجولان بحيث تتحوّل إلى مسرح عمليات على طريقة عمل المقاومة، من دون أن يؤدّي ذلك إلى حرب شاملة، وفي الوقت نفسه تستهدف جبهة "النصرة" هناك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك