تحت هذا الدّرج في إحدى بنايات برج حمود، يعيش الياس منصور منذ خمس سنوات. المساحة لا تتّسع لثلاثة أشخاص, ولكن رغم ذلك يحرص العم منصور على استقبال ضيوفه من دون أن ينسى الاعتذار لضيق المكان.
كل هذا البؤس الذي تنقله عدسة الكاميرا يبقى أهون مما كان عليه الحال قبل أن تزور المكان Mission d'amour.
لا مكان يستحم فيه، فيلجأ العمّ منصور صيفا الى البحر وشتاء يبحث عن حمّام للعموم. ورغم ذلك لا يشتكي سوى من ضيق التنفّس، مما يضطّره الى مغادرة الغرفة مرتين في النهار لاجئاً الى القديسة ريتا.
يرفض الحديث عن ماضيه، والبعض يقول إنّه من مرجعيون, لكن الاكيد ان الياس لم يكن على هذه الحال من قبل, فهو مثقّف يتقن لغتين، وعزّة نفسه تمنعه من كشف حقيقة ما أوصله الى هذه الحال ويكتفي بالحديث عن وضعه الحالي. هو من مواليد 1935 ويبحث عن عمل كريم، لكنّه يحلم بالحصول على منزل, فالاكل والشّرب ليسا بالامر الصعب واحيانا كثيرة يقول لا أشعر بالجوع...
هل يحقّق الياس حلمه بالحصول على عمل أو حتى سقف لائق يأويه، فيه يكمل ما تبقى من العمر؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك