رأى وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، أنّ تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" يحاول "إذلال" أميركا في المنطقة من خلال إظهار عجزها أمام قيامه بقتل مواطنيها، وحذر في الوقت نفسه من مغبّة العمل على جمع تحالف دولي من أجل مقاتلة التنظيم الذي قلل من أهميته معتبرا أنه لا يضم سوى مجموعة من "المطرودين من القاعدة".
وقال كيسنجر، ردّاً على سؤال حول مدى رغبة داعش بحصول ضربات أميركيّة ضدّها كي تتمكّن من توظيف ذلك إيديولوجيا: "أظنّ أن هدف تنظيم داعش هو إذلال أميركا وإظهارها بمظهر العاجز أمام كل شعوب الشرق الأوسط حتى عن حماية مواطنيها".
واستطرد كيسنجر، الذي يعتبر أحد أوسع الشخصيات الأمريكية تأثيراً على الطروحات السياسيّة الخارجيّة: "يجب أن نبقي بأذهاننا أمراً آخر، وهو أن علينا ألا نظهر أنّنا بحاجة لتوحيد العالم كلّه من أجل مقاتلة 20 ألف متعصب طردهم تنظيم القاعدة من صفوفه. علينا ألا نضع أنفسنا في موقف ستكون نهايته صعبة ونقوم بإعادة إطلاق الجدل الأمريكي الداخلي. يجب أن تكون استراتيجيتنا هي تقليص أهمية داعش الدولية إلى أدنى مستوى".
ولم يخف كيسنجر قلقه من احتمال دخول أميركا في حرب مفتوحة قائلاً: "لقد دخلنا في خمسة حروب منذ عام 1948، ولم نحقّق الأهداف التي رسمناها لأنفسنا إلا في حرب واحدة، هي حرب الخليج الأولى ضد العراق، وحقّقنا بعض الأهداف فقط في الحرب الكوريّة، وهذا الأمر يترك نتائج مثبطة للعزيمة على صعيد النقاشات حول السياسة الخارجيّة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك