من شعث البقاعية والى شعث البقاعية عاد حمزة، عائلته سامحته على فراقه لأن الموت في سبيل قضيته كان هدف حياته.
لا تختلف صور حمزة عن بعضها كثيرا فالحاضر الاقوى فيها ابتسامته، تلك الغائبة اليوم عن وجوه من أحبوه..لانهم لا يستقبلون شخصه بل جثمانه على وقع الرصاص الذي أسكت الحزن حتى نفذ.
هو اليوم الذي لا مفرَّ منه يوم التشييع الذي ملأ البقاع بالمعزّين والمحبين من كل الطبقات السياسية والاجتماعية بدءًا من مستشفى دار الحكمة مرورًا بقرى الكنيسة ومقنة ويونين وصولاً إلى بلدة شعث، إلى منزل عائلة حمزة حيث الأم التي حمل همَّها في حياته والوالد الصلب الذي يؤجل تفجير حزنه، لإلقاء النظرة الأخيرة وتحية الوداع.
المواسون والأقارب والزملاء توجّهوا إلى المشوار الأخير إلى جبّانة البلدة التي يطلقون عليها المجنّة، أقيمت الصلاة على الشهيد بإمامة السيد ابراهيم أمين السيد ثم ووري في الثرى.
اليوم أدرك محبوه من زملائه أنه رحل فعلا، اليوم ستشتاق لهجة ابن الهرمل لحمزة، اليوم كان كما دائماً: مؤثر في من يحبه فكما أضحكه في حياته أبكاه في مماته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك