إشارتان بالغتا الأهمية توقف عندهما أكثر من متابع:
أولاهما كلام السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين الذي اعتبر أنّ "الثورة المهرجانية والفولكلورية يمكن أن تتحول إلى أشياء مأسوية، ويجب الاستعجال من قبل السلطة والتحرك لترتيب الأمور اليوم قبل الغد، وإن لم يتم تشكيل الحكومة بشكل عاجل ستزداد المشاكل".
ثانيتهما، تأكيد مجلس الأمن الدولي على "أهمية ان تتشكل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري".
في الموقف الأول، توصيف للحراك الشعبي بشكل مخالف للسياق، وذلك حين اعتبر السفير الروسي أنّ "الثورة مهرجانية وفولكلورية"، ما يعني أنّ بلاده لم تعد تؤيد هذا الحراك على نحو شامل أو غير قابل للانتقاد أو المساءلة.
أما في الموقف الثاني فتأكيد على الأطر الدستورية، ما يعني أنّ رزمة المطالب التي يحملها الحراك المدني ستتوقف عند عتبة الأكثرية النيابية التي لا تزال في قبضة قوى الثامن من آذار. وبالتالي، إنّ سيناريو الفوضى الخلاقة أو غير المنظمة ليست مطروحة على جدول أعمال القوى الغربية، ويفترض أن تنتهي الأمور عند خطّ الحكومة الأزرق.
ورغم ذلك، أربكت خطوة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، بالاعتذار عن تولي مهمة رئاسة الحكومة، الداخل اللبناني بعدما رمى الكرة في ملعب رئيس الجمهورية ميشال عون. عملياً، كان يُنتظر من الضغط الذي مورس على الحريري خلال الأيام الماضية لدفعه إلى التفاهم على التأليف قبل التكليف، من خلال اتهامه بالتردد والمناورة، أن ينفجر في مكان ما، بعدما شهد الشارع جولات من تبادل الرسائل السياسية، منذرة بدخول البلاد في نفق المجهول الأمني.
وإذ بالحريري "يفجّرها". بدا وقع "القنبلة" شبيهاً بوقع قنبلة الاستقالة. يومها كان شركاؤه الحكوميون في أجواء الاستقالة لكنهم لم يصدقوا أنه قد يفعلها. بالأمس أيضاً، هم يعرفون جيداً أنّه يتعرض لضغط شديد لدفعه إلى التفاهم على اسم بديل عنه لتغطيته سنياً، ولكن لم يتوقعوا أن يخرج الماء من فمه. وإذ به فعلها.
حسم رئيس "تيار المستقبل" خياره بالابتعاد عن الواجهة في المرحلة المقبلة. حجّته التي وثّقها ببيانه المكتوب، هي "حالة الإنكار المزمن"، ورفض "الاصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة". أهم ما أراد توضيحه هو تشديده على أنه لم يتخل عن مطلب حكومة اخصائيين، ورشّح من يراه مناسباً لتشكيلها، ثم تبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو- سياسية، لينفض عنه تهمة العرقلة والمناورة.
ولكن بين سطور الاحتمالين، ثمة اعلان واضح وصريح صادر عن لسان الحريري ذاته يقضي بعدم رفضه حكومة تكنو- سياسية، ولو أنّه لم يقل من يراه مناسباً لهذه المهمة.
وبهذا المنحى، تُفهم خطوة رئيس الحكومة المستقيل على أنّها بمثابة هدف في مرمى رئاسة الجمهورية مصوباً باتجاهها: سموا من تريدون رئيساً للحكومة طالما أنّ الكرة صارت في ملعبكم.
تؤكد مصادر قوى الثامن من آذار أنّ الضغط الذي راحت تمارسه رئاسة الجمهورية خلال الأيام الأخيرة على الحريري لحسم خياراته، أنتجت القنبلة التي رماها رئيس "تيار المستقبل". لا بل يذهب البعض إلى حدّ التأكيد أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الحريري على نحو واضح أنّه لم يعد داعماً لعودته إلى رئاسة الحكومة، خصوصاً بعد مشاركة "تيار المستقبل" في التطويق السياسي الذي تعرّض له البرلمان، وبعدما تأكد فريق الثامن من آذار من الدبلوماسيين الأوروبيين المعتمدين واولئك الضيوف أنّ مشاريع "سيدر" ليست مرتبطة بأي اسم، وبالتالي أنّ عودة الحريري إلى السراي ليست شرطاً إلزامياً لتدفّق المال.
حتى ساعات المساء الأولى كان "حزب الله" يدقق في الظروف التي تكون قد دفعت الحريري إلى القيام بهذه الحدفة، ما يعني أنّ الرجل قام بها بمعزل عن أي تفاهم على اسم بديل، وبالتالي إن طرح بعض الأسماء لا يتعدى محاولة فرضها على طاولة المشاورات كمرشحين محتملين، مع وقف التفاهم!
الأكيد أنّ "حزب الله" لن يغطي أي حكومة لن تولد في كنف التفاهم مع الحريري، وهو بالتالي لن ينضم الى جهود قيام حكومة من لون واحد.
أولاهما كلام السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين الذي اعتبر أنّ "الثورة المهرجانية والفولكلورية يمكن أن تتحول إلى أشياء مأسوية، ويجب الاستعجال من قبل السلطة والتحرك لترتيب الأمور اليوم قبل الغد، وإن لم يتم تشكيل الحكومة بشكل عاجل ستزداد المشاكل".
ثانيتهما، تأكيد مجلس الأمن الدولي على "أهمية ان تتشكل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري".
في الموقف الأول، توصيف للحراك الشعبي بشكل مخالف للسياق، وذلك حين اعتبر السفير الروسي أنّ "الثورة مهرجانية وفولكلورية"، ما يعني أنّ بلاده لم تعد تؤيد هذا الحراك على نحو شامل أو غير قابل للانتقاد أو المساءلة.
أما في الموقف الثاني فتأكيد على الأطر الدستورية، ما يعني أنّ رزمة المطالب التي يحملها الحراك المدني ستتوقف عند عتبة الأكثرية النيابية التي لا تزال في قبضة قوى الثامن من آذار. وبالتالي، إنّ سيناريو الفوضى الخلاقة أو غير المنظمة ليست مطروحة على جدول أعمال القوى الغربية، ويفترض أن تنتهي الأمور عند خطّ الحكومة الأزرق.
ورغم ذلك، أربكت خطوة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، بالاعتذار عن تولي مهمة رئاسة الحكومة، الداخل اللبناني بعدما رمى الكرة في ملعب رئيس الجمهورية ميشال عون. عملياً، كان يُنتظر من الضغط الذي مورس على الحريري خلال الأيام الماضية لدفعه إلى التفاهم على التأليف قبل التكليف، من خلال اتهامه بالتردد والمناورة، أن ينفجر في مكان ما، بعدما شهد الشارع جولات من تبادل الرسائل السياسية، منذرة بدخول البلاد في نفق المجهول الأمني.
وإذ بالحريري "يفجّرها". بدا وقع "القنبلة" شبيهاً بوقع قنبلة الاستقالة. يومها كان شركاؤه الحكوميون في أجواء الاستقالة لكنهم لم يصدقوا أنه قد يفعلها. بالأمس أيضاً، هم يعرفون جيداً أنّه يتعرض لضغط شديد لدفعه إلى التفاهم على اسم بديل عنه لتغطيته سنياً، ولكن لم يتوقعوا أن يخرج الماء من فمه. وإذ به فعلها.
حسم رئيس "تيار المستقبل" خياره بالابتعاد عن الواجهة في المرحلة المقبلة. حجّته التي وثّقها ببيانه المكتوب، هي "حالة الإنكار المزمن"، ورفض "الاصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة". أهم ما أراد توضيحه هو تشديده على أنه لم يتخل عن مطلب حكومة اخصائيين، ورشّح من يراه مناسباً لتشكيلها، ثم تبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو- سياسية، لينفض عنه تهمة العرقلة والمناورة.
ولكن بين سطور الاحتمالين، ثمة اعلان واضح وصريح صادر عن لسان الحريري ذاته يقضي بعدم رفضه حكومة تكنو- سياسية، ولو أنّه لم يقل من يراه مناسباً لهذه المهمة.
وبهذا المنحى، تُفهم خطوة رئيس الحكومة المستقيل على أنّها بمثابة هدف في مرمى رئاسة الجمهورية مصوباً باتجاهها: سموا من تريدون رئيساً للحكومة طالما أنّ الكرة صارت في ملعبكم.
تؤكد مصادر قوى الثامن من آذار أنّ الضغط الذي راحت تمارسه رئاسة الجمهورية خلال الأيام الأخيرة على الحريري لحسم خياراته، أنتجت القنبلة التي رماها رئيس "تيار المستقبل". لا بل يذهب البعض إلى حدّ التأكيد أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الحريري على نحو واضح أنّه لم يعد داعماً لعودته إلى رئاسة الحكومة، خصوصاً بعد مشاركة "تيار المستقبل" في التطويق السياسي الذي تعرّض له البرلمان، وبعدما تأكد فريق الثامن من آذار من الدبلوماسيين الأوروبيين المعتمدين واولئك الضيوف أنّ مشاريع "سيدر" ليست مرتبطة بأي اسم، وبالتالي أنّ عودة الحريري إلى السراي ليست شرطاً إلزامياً لتدفّق المال.
حتى ساعات المساء الأولى كان "حزب الله" يدقق في الظروف التي تكون قد دفعت الحريري إلى القيام بهذه الحدفة، ما يعني أنّ الرجل قام بها بمعزل عن أي تفاهم على اسم بديل، وبالتالي إن طرح بعض الأسماء لا يتعدى محاولة فرضها على طاولة المشاورات كمرشحين محتملين، مع وقف التفاهم!
الأكيد أنّ "حزب الله" لن يغطي أي حكومة لن تولد في كنف التفاهم مع الحريري، وهو بالتالي لن ينضم الى جهود قيام حكومة من لون واحد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك