تواجه القوى السياسية اليوم، تهديد المحتجين بإغلاق الطرقات المؤدية إلى مجلس النواب؛ منعاً لانعقاد جلستين تشريعيتين، الأولى لانتخاب هيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان النيابية، والأخرى تشريعية على جدول أعمالها مشاريع قوانين، بينها مشروع قانون العفو العام المثير للجدل.
وقالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجلسة التشريعية قائمة، ما لم يحصل وضع طارئ يمنع انعقادها»، مشيرة إلى أنها ستكون الأولى بالعقد العادي لمجلس النواب، ويحضرها نواب «التيار الوطني الحر» و«حركة أمل» و«تيار المستقبل» و«حزب الله»، في حين لم يحسم نواب «الحزب التقدمي الاشتراكي» حضورهم الجلسة التي سيقاطعها نواب حزب «الكتائب اللبنانية» ونواب مستقلون مثل بولا يعقوبيان وأسامة سعد.
وتتضمن الجلسة التشريعية على جدول أعمالها مجموعة من المشاريع واقتراحات القوانين الإصلاحية، وفي مقدمتها قانون مكافحة الفساد، وإنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية، والعفو العام، وقانون ضمان الشيخوخة.
وتنعقد الجلسة الأولى لانتخاب هيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان النيابية تمهيداً لانتخاب رؤساء اللجان في وقت لاحق. وقالت مصادر سياسية، إن انتخابهم ضرورة بعد انتهاء ولاية اللجان النيابية، تلك التي يفترض أن تدرس مشاريع قوانين واقتراحات قوانين مهمة مثل مشروع قانون موازنة المالية العامة لعام 2020. وفي حال انتخاب اللجان، يتم تحويل مشروع الموازنة الذي أقرته الحكومة في آخر جلسة قبل استقالة الحكومة، إلى لجنة المال والموازنة في البرلمان لدراستها وإقرارها وإحالتها إلى الهيئة العامة للمجلس.
وأشارت المصادر إلى أن هناك توجهاً لترحيل مشاريع القوانين من مناقشتها في الهيئة العامة إلى اللجان المشتركة بعد انتخابها، لتجنب انتقال الاشتباك السياسي بين الأطراف إلى البرلمان، حيث تدرس اللجان المشتركة المقدمة بصفة «معجل مكرر» تمهيداً لإقرارها وإحالتها إلى الهيئة العامة.
وبينما يدرج مشروع قانون العفو العام على جدول أعمال الجلسة، أشارت مصادر قريبة من «التقدمي الاشتراكي» إلى أن نواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» يعارضون إقرار قانون العفو العام بصيغته الحالية، ويعارضون موضوع إنشاء المحاكم الاستثنائية للجرائم المالية، على قاعدة أن «اللقاء» يعارض بقاء المحاكم الاستثنائية مثل المحكمة العسكرية، فكيف يتم إنشاء محاكم استثنائية جديدة؟
وتصطدم محاولات انعقاد الجلسة النيابية اليوم، بدعوات أطلقها المحتجون في الشارع لإغلاق الطرقات المؤدية إلى مبنى البرلمان، وتراهن القوى السياسية على تدخل الجيش لتأمين الطرقات إلى مجلس النواب استناداً إلى تصريح قائد الجيش الأخير، أول من أمس، بأن الطرقات ممنوع إغلاقها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك